و منهَا: «فَإِنَّهُ وَاللّهِ الْجِدُّ لاَ اللَّعِبُ، وَالْحَقُّ لاَ الْکَذِبُ. وَمَا هُوَ إِلاَّ الْمَوْتُ أَسْمَعَ دَاعِیهِ، وَأَعْجَلَ حَادِیهِ. فَلاَ یَغُرَّنَّکَ سَوَادُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِکَ، وَقَدْ رَأَیْتَ مَنْ کَانَ قَبْلَکَ مِمَّنْ جَمَعَ الْمَالَ وَحَذِرَ الاِْقْلاَلَ، وَأَمِنَ الْعَوَاقِبَ ـ طُولَ أَمَل وَاسْتِبْعَادَ أَجَل ـ کَیْفَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَزْعَجَهُ عَنْ وَطَنِهِ، وَأَخَذَهُ مِنْ مَأْمَنِهِ، مَحْمُولاً عَلَى أَعْوَادِ الْمَنَایَا، یَتَعَاطَى بِهِ الرِّجَالُ الرِّجَالَ، حَمْلاً عَلَى الْمَنَاکِبِ وَإِمْسَاکاً بِالاَْنَامِلِ. أَمَا رَأَیْتُمُ الَّذِینَ یَأْمُلُونَ بَعِیداً، وَیَبْنُونَ مَشِیداً، وَیَجْمَعُونَ کَثِیراً! کَیْفَ أَصْبَحَتْ بُیُوتُهُمْ قُبُوراً، وَمَا جَمَعُوا بُوراً; وَصَارتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثِینَ، وَأَزْوَاجُهُمْ لِقَوْم آخَرِینَ; لاَ فِی حَسَنَة یَزِیدُونَ، وَلاَ مِنْ سَیِّئَة یَسْتَعْتِبُونَ!».