کما ورد أعلاه فانّ هذه الخطبة جانب من حدیث الإمام (علیه السلام) قبل معرکة النهروان، ذکره الإمام حجّة علیهم، فکان لکلامه بالغ التأثیر بحیث تاب أغلب الخوارج وتراجعوا عن القتال، فقد قسمهم الإمام (علیه السلام) بادىء الأمر إلى فئتین، وقد فرق بین صفوقهم، فئة شهدت صفین وأخرى لم تشهدها، وفی القسم الثانی ذکّر أصحاب الصفین بأنّکم أنتم من فرضتم علیَّ مسألة التحکیم، والحال کنت شدید المخالفة لذلک الأمر، وقد أمرتکم بمواصلة الجهاد حتى تحقیق النصر.
وفی القسم الثالث أشار إلى مسألة وهى إننا کنّا فی صدر الإسلام نقاتل قرابتنا حین کانوا فی معسکر الکفر من أجل نصر الدین، وأمّا الآن فالذی یقف فی المعسکر المقابل إخوتنا من المسلمین الذین أخطأوا الطریق وقد اختلفت الظروف الشرائط، وعلیه فانّ علینا أن ندفع الشبهة عنهم لتحل المشکلة.