کما ورد فی سند الخطبة فانّ الإمام (علیه السلام) أورد هذه الخطبة إثر إحدى حملات معاویة وجیش الشام على أطراف العراق، فیعرض الإمام (علیه السلام) بالنقد اللاذع فی هذه الخطبة لذلک الصمت السلبی وعدم الإکتراث من قبل الناس تجاه تلک الأحدث المؤذیة التی تضعف معنویات جند الإسلام وروحیاتهم، وحین ردّ البعض على الإمام (علیه السلام) إن سرت سرنا معک، شدد الإمام (علیه السلام)من ذمّهم وتوبیخهم على أنّ وظیفة الإمام وزعیم الجماعة لیست فی أن یدفع بشخصه لإخماد أی تمرّد ومطاردة عدو وترک مرکز الحکومة الإسلامیة والتخلی عن مختلف وظائفه، فالإمام لابدّ أن یقوم بهذا العمل فی الأحداث الغایة فی الأهمیّة ویترک لبعض الأمراء الصغار ممن دونه التعامل مع سائر الأحداث، فهذا أحد الاُصول المسلمة للإدارة والإمرة وللأسف لم یکن أهل الکوفة على علم بذلک أو أنّهم لم یریدوا العلم بذلک.