حین استغل ظلمة الشام قضیة رفع المصاحف على أسنة الرماح وخدعوا بها أهل العراق، ففرض الصلح على أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) کتب هذا العهد بین الفریقین:
«هـذا مَا تَقـاضى عَلَیهِ عَلَیِّ بِن أَبِی طَالب(1) وَمُعاوِیةُ بِنْ وأَبِی سُفیـانِ، قـاضِی عَلَیِّ بِن أَبِی طَالب عَلَى أَهْلِ العِراقِ وَمنْ کَانَ مَعَهُ مِنْ شِیعَتِهِ مَنَ المُؤمِنِینَ وَالمِسلِمِینَ وَقـاضِی مُعاوِیةُ بِنْ وأَبِی سُفیـانِ عَلَى أَهْلِ الشّامِ وَمنْ کَانَ مَعَهُ مِنْ شِیعَتِهِ مَنَ المُؤمِنِینَ وَالمِسلِمِینَ أَنّا نَنْزِلَ عِنْدَ حُکمِ اللهِ وَکِتـابِهِ وَلا یَجمَعُ بَینَنا إلاّ إِیّاهُ وإنَّ کِتـابَ اللهِ سُبحـانَهُ بَینَنا مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلى خـاتِمَتِهِ نُحیی مَا أَحیـا القُرآنُ ونُمِیتُ مَا أَمـاتَ القُرآنُ فإنْ وَجَدَ الحَکَمانِ أَنَّ ذَلِکَ فِی کِتَابَ اللهِ إِتَّبَعنَاهُ وَإن لَمْ یَجِداه أَخَذا بِسُّنَّةِ العـادِلَةِ غَیرِ المُفَرِّقَةِ وَالحَکَمَانِ عِبْدَاللهِ بِن قَیْسِ وَعَمرو بِنْ العـاصِ»(2).
وقد نقل هذا الصلح أو العهد (أو مهما سمیته) فی مختلف الکتب مع اختلاف طفیف، وکلها تشیر إلى أنّ المسألة کانت مسألة تحکیم القرآن الکریم لا تحکیم الأشخاص، وبعبارة أخرى فانّ الأشخاص کانوا مکلّفین باستنباط ما فی القرآن بهذا الشأن وتطبیقه على مصادیقه، بینما اعتبرها الخوارج تحکیم للأفراد فی دین الله فأثاروا مختلف الویلات والمأسی التی أفرزتها الجهل والحماقة.