کثیر هو الکلام بشأن قضیة التحکیم وهى تنطوی على الدورس والعبر التی نقلتها التواریخ والسیر ومنها: أنّ عمرو بن العاص اشترط على معاویة إن انتصر فی معرکته أن یسلمه حکومة مصر، وقد وفى له معاویة بهذا الشرط وقد قدّم أکثر رشوة لعمرو بن العاص، ولم تمض مدّة حتى کتب معاویة لعمرو بن العاص أن إعطنی خراج مصر لهذا العام فبیت المال لا یسدّ حاجات أهل الحجاز والعراق، فرفض عمرو ذلک من خلال شعر بعثه لمعاویة، فلم یعد معاویة للحدیث عن خراج مصر ـ أمّا کتابه الذی ضمنه فهو:
مُعاوِى حَظّی لا تَغْفَلِ *** وَعَنْ سُنَنَ الحَقِّ لا تَعدِلِ
أَتَنسَى مُخـادَعَتِی الأشعَرِی *** وَمَا کَانَ فِی دَومَةَ الجَندَلِ!(1)
وَأَعلَیتُهُ المِنبَرَ المُشَمَخِرَ *** کَرَجْعِ الحِسامِ إِلَى المَفصِلِ
فَأَضحى لِصـاحِبِهِ خـالِعاً *** کَخَلْعِ النِّعـالِ مِنَ الأَرجُلِ
وَأَثبَتُها فِیکَ مَورُوثَةً *** ثُبُوتَ الخَواتِمِ فِی الأَنمُلِ
وَهَبتَ لِغَیرِی وَزنَ الجِبالِ *** وَأَعطَیتَنِی زِنَةَ الخَردَلِ
وَإِنَّ عَلَیَّاً غَداً خَصمُنا *** سَیَحْتَجُّ بِالله وَالمُرسَلِ
وَمَا دَمُ عُثَمانَ مُنْج لَنا *** فَلَیسَ عَنِ الحَقِّ مِنْ مَزْحَلِ(2)