8. مکافحة الوسواس!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّ النجاح والموفقیّة
7. البحث عن الضالّة الحقیقیة!9. الحجاب الأعظم!


أیّها الأعزاء! کان حدیثنا عن السکینة والطمأنینة للروح والنفس، وهی الجوهرة الغالیة التی سعى لتحصیلها خلیل الله(علیه السلام) عندما نظر إلى ملکوت السموات والأرض وأراد معرفة أسرار هذا العالم العجیب:
(وَ کَذَلِکَ نُرِى إِبْرَاهِیمَ مَلَکُوتَ السَّمَـوَاتِ وَالاَْرْضِ وَلِیَکُونَ مِنَ الْموُقِنِینَ)(1).
وقد فسّرت الطیور الأربعة، کما ذکره بعض أرباب التفسیر، بأنّ کل واحد منها یعبر عن مظهر من الصفات الذمیمة فی الإنسان (فالطاووس مظهر العجب والغرور، والدیک مظهر الرغبة الجنسیة، والحمامة مظهر اللهو واللعب، و الغراب مظهر الطمع والآمال الطویلة!) فکان أن ذبحها وخلط لحومها ثم وضعها على الجبال لینال بعد إحیائها مرتبة الاطمئنان القلبی (لِّیَطْمَئِنَّ قَلْبِى)(2).
کیف ینال الإنسان هذه الدرّة الیتیمة، أی السکینة القلبیة  والاطمئنان الروحی، وأین یبحث عن هذه الحالة الملکوتیة؟
أقول لکم إنّ طریق تحصیل هذه الملکة الإلهیّة سهل ویسیر جدّاً وفی نفس الوقت صعب جدّاً، ولتقریب هذا المعنى نذکر له مثالاً:
هل رکبتم الطائرة فی أجواء غائمة؟ عندما تحلّق الطائرة تدریجیاً متّجهة إلى عنان السماء وتمرّ بهدوء من بین السحب الکثیفة لتحلق فوقها، هناک یجد المسافر الشمس مشرقة بجلال کامل وترسل أشعتها إلى کل مکان، هناک لا یوجد خبر عن السحاب طیلة أیّام السنة ولا یحجب الشمس شیءٌ أبداً، لأنّ ذلک المکان أعلى من السحاب.
إنّ الذات المقدّسة وخالق عالم الوجود هو نور العالم وشمسه المشرقة التی ترسل أشعتها ونورها إلى کل مکان، وأمّا السحاب الذی یحجب الإنسان عن رؤیة هذا النور الإلهی فهو الأعمال السیئة والآمال الدنیئة والنوازع النفسانیة التی تمنع الإنسان من رؤیة جمال الذات المقدّسة، فهذه الحجب هی أعمالنا السیئة التی تغطی أبصارنا وقلوبنا.
وکما یقول إمام العارفین: «إِنَّکَ لاْ تَحْتَجِبُ ومِنْ خَلْقِکَ إلاَّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَْعْمالُ دُونَک»(3).
هذه الحجب قد تراکمت على القلب بفعل الشیاطین التی نفذت إلى قلوبنا وأنفسنا بسبب أعمالنا کما ورد فی الحدیث الشریف: «لَوْلا  أَنَّ الشَّیاطینَ یَحُومُونَ عَلى قُلُوبِ بَنِى آدَمَ لَنَظَرُوا اِلى مَلَکُوتِ السَّماوات»(4).
هذه الحجب بمثابة أوثان متنوعة صنعناها بأیدینا وانطلقنا لاشباع رغباتنا وأهوائنا ووضعناها فی کعبة القلب، کما یقول بعض الأکابر: «کُلُّ ما شَغَلَکَ عَنِ اللهِ فَهُوَ صَنَمُک».
أیّها العزیز! إحمل فأس الإیمان والتقوى واهجم على هذه الأصنام الباطنیة بروح إبراهیمیة وحطّمها لتتمکن من العروج إلى ملکوت السموات والنظر إلى ذلک العالم ولتکون من الموقنین کما کان إبراهیم کذلک: (... وَلِیَکُونَ مِنَ الْموُقِنِینَ)(5).
إنّ غبار الأهواء والشهوات لوّث أجواء أرواحنا ومنع بصائرنا من رؤیة عالم الملکوت، فتحرک بهمّة وعزم لتطهیر هذه الشوائب وکنس هذا الغبار من صفحة القلب.
والعجیب أنّ الله تعالى هو أقرب إلینا من أنفسنا ومع ذلک نحن نعیش الابتعاد عنه!! إنّ الله موجود معنا فلماذا نعیش الغفلة عنه؟ أجل فکما یقول المثل: «إنّ الصاحب فی الدار ونحن ندور حول العالم».
هذه هی مشکلتنا الکبیرة، وهذا هو ما نعیشه من الحرمان والألم وجفاف الروح رغم أنّ طریق العلاج سهل ومیسور.


1. سورة الأنعام، الآیة 75.
2. سورة البقرة، الآیة 260.
3. دعاء ابو حمزة الثمالی.
4. بحار الأنوار، ج 59، ص 163.
5. سورة الأنعام، الآیة 75.

 

7. البحث عن الضالّة الحقیقیة!9. الحجاب الأعظم!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma