کنت أتوجه فی أیّام الصیف إلى مدینة مشهد المقدّسة وأبقى لمدّة أسابیع معدودة وذلک لمدّة عدّة سنوات، وکنت أتفرغ إلى المسائل المستحدثة فی دروس الفقه لطلاب الحوزة العلمیة فی مشهد فی تلک الفترة، وأعتقد أنّ هذه المباحث تمثل بحراً عمیقاً وموضوعاً مهمّاً من مواضیع الفقه، بسبب الظروف المتغیرة فی عنصر الزمان والمکان والظروف المعیشیة والثقافیة للمجتمعات البشریة من جهة، ومن جهة اُخرى فانّ نجاح الثورة الإسلامیة وتشکیل الحکومة الإسلامیة تسبّب فی خلق مسائل جدیدة ومستحدثة فی جمیع المجالات السیاسیة والاقتصادیة والقضائیة فی اُمور الطب والصحة والجریمة وحتى فی مسائل العبادات أیضاً.
ونحن نعتقد أنّ فقهنا بإمکانه أن یستجیب لجمیع الحاجات البشریة فی کل زمان ومکان ولا توجد مسألة فی فقهنا بدون جواب، والشاهد على ذلک ما ورد فی الأحادیث الشریفة عن المعصومین(علیهم السلام)فی هذا الصدد.
وعلى هذا الأساس یجب على فقهائنا البحث بجدیة من أجل استنباط الأجوبة لهذه المسائل من متون الأدلة والمنابع الغنیة للفقه الإسلامی، ونحن بدورنا بحثنا هذه المواضیع المستحدثة وتحرکنا للإجابة عن الاسئلة وعلامات الاستفهام الجدیدة فی دروس الخارج  الصیفیة إلى جوار حرم الإمام الرضا(علیه السلام) وبالاستمداد من روح هذا الإمام العظیم، وتمّ تدوینها وجمعها بصورة کتب متعددة ثمّ طبعها ونشرها، وبحمد الله کانت النتیجة هی هذا الأثر الفقهی الجید.
ونأمل فی المستقبل أن یقوم الفقهاء بدورهم فی إیجاد الحلول التی تلامس أزمات المجتمعات الإسلامیة فی العصر الحاضر وحلّ العُقد المستعصیة فی الفقه لإثبات أنّ الفقه الإسلامی لا یواجه نقصاً فی أی مجال من المجالات وبإمکانه الاستجابة لجمیع الحاجات البشریة والاسئلة الفقهیة للناس، وهذا بنفسه یشکل علامة من علامات خلود الدین الإسلامی المقدّس.