مجلة مکتب الإسلام (عین صافیة فی صحراء الطاغوت)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّ النجاح والموفقیّة
أشباه الفلاسفة التفسیر الأمثل


لقد تمّ إصدار هذه المجلة فی مرحلة من أشدّ مراحل النظام السابق ظلماً واضطهاداً على الدین، فلم تکن أیّة مجلة دینیة تصدر فی جمیع مناطق ایران، فکان أن اجتمع بعض الإخوة الأفاضل وعلماء الدین المثقفین فقرروا على إصدار مجلة دینیة تتولى أمر التصدی للانحرافات الفکریة والمفاسد الأخلاقیة فی هذا البلد، وتمّ الشروع فی هذه المجلة بعد تقدیم معونات من بعض الأخیار وتجّار طهران الذین تکفّلوا تأمین مصروفاتها المالیة.
وبما أنّ الناس کانوا متعطشین للمعارف الدینیة وللثقافة السلیمة فکانت هذه المجلة بمثابة جرعة الماء للعطشان فی الصحراء المحرقة، أو المنار والمشعل للسالک فی الظلمات الحالکة، فکان استقبال الناس لهذه المجلة عظیماً جدّاً بحیث لم نتوقع مثل هذا الاستقبال فکان عدد المجلة یزداد بشکل کبیر فمن ألفی نسخة فی الاعداد الاُولى إلى أن بلغ عدد النسخ فی العدد الواحد مائة ألف نسخة وتمّ ارسالها إلى جمیع أرجاء ایران من المدارس والجامعات إلى الإدارات والسوق وقد استطاعت هذه المجلة خلق موج کبیر فی أجواء الثقافة الدینیة السائدة.
هذه الحرکة الثقافیة بدأت فی عهد المرحوم آیة الله العظمى السید البروجردی، وبما أنّ مثل هذه الحرکات الثقافیة تعتبر جدیدة فی أجواء الحوزة العلمیة قلنا لبعض الأصدقاء: لعل آیة الله العظمى السید البروجردی یقف منها موقفاً سلبیاً ویخالف إصدار مثل هذه المجلة، فکنّا قلقین فی هذا الشأن فقمنا بإرسال المجلة إلى سماحته وانتظرنا جوابه، ولکننا کنّا فی غفلة من أنّ هذا المرجع الکبیر والمقتدر والذائع الصیت کان أکثر انفتاحاً وثقافة ممّا کنّا نتوقعه ، حیث أرسل إلى بعض الاخوة: إنی قرأت أعداداً من مجلتکم الکریمة وهی مجلة جیدة ومفیدة وأنا بدوری سأقف معکم فی هذا المشروع، وهکذا کان موقف السید البروجردی(قدس سره)هذا مؤثراً بشدّة فی حرکتنا الثقافیة لأنّ هذه المجلة کانت تصدر بدون امتیاز للنشر خلافاً لما هو المتداول فی عالم الصحف والمجلات، لأنّ الحکومة کانت تمانع من إصدار مثل هذه المجلة وکنّا نتوقع أنّ الحکومة ستبادر إلى کبت هذا الصوت الحر وإغلاق المجلة، وهکذا وقع بالفعل فما أن أحس نظام الشاه بهذه الحرکة وأنّ هذه المجلة الإسلامیة تحولت إلى رقم صعب ومهم فی صعید الثقافة الدینیة والاجتماعیة بحیث کان بإمکانها خلق بعض المشاکل للنظام فیما تنشره من أفکار دینیة فی جمیع المناطق، فقد أصدرت الحکومة أمراً بتوقیف إصدار المجلة، ومعلوم أنّ هذا الأمر صدر بذریعة عدم وجود ترخیص رسمی للمجلة، ولو کنّا نتقدم بطلب إجازة إصدار هذه المجلة من الحکومة فسوف لا نحصل علیها إطلاقاً.
لقد تحدثنا فی هذا الموضوع مع آیة الله العظمى السید البروجردی، فکان أن استدعى رئیس الشرطة فی قم وقال له: علیکم بفتح هذه المجلة فوراً، وبما أنّ نظام الشاه کان یعلم جیداً أنّ تهدید آیة الله العظمى السید البروجردی یمثل تهدیداً جدیاً للنظام، فقد رأیت أنّ رئیس الشرطة أخذ بالبحث عنّی وقال: أرجو منک أن تصدر أمراً بالسماح باصدار المجلة وأنا الآن أمنحکم إجازة شفویة ثم أُلحقها بإجازة کتبیة فی ذلک، وهکذا تمّ نشر المجلة مرّة اُخرى بدون إجازة رسمیة وبقیت مشکلة عدم الترخیص الرسمی إلى وقت طویل إلى أن اشتدت ضغوط المرجعیة على النظام فتمّ إصدار الترخیص الرسمی بالاکراه، واللطیف أنّه قد کتب على ملف المجلة فی قسم المطبوعات فی وزارة الداخلیة ما یلی:
(إنّ هذه المجلة محل عنایة آیة الله العظمى البروجردی)، وهذا الأمر کان مفتاحاً لحلّ جمیع المشاکل.
إنّ أصدقاءنا فی المجلة کانوا یمثلون نخبة واعیة من رجال الحوزة العلمیة الذین أصبحوا بعد ذلک من الشخصیات الکبیرة فی الحوزة کالإمام موسى الصدر، المرحوم آیة الله الشهید المطهری، المرحوم آیة الله الشهید البهشتی، والمرحوم آیة الله الشهید مفتح (قدّس سرهم) وحتى بعض الأساتذة الکبار أمثال العلاّمة الطباطبائی(قدس سره) کانوا یساهمون بدورهم وبمقالاتهم فی تفعیل المجلة وتحقیق أهدافها المرسومة، ونحن بعد أن اتصلنا بشرائح مختلفة من أفراد الشعب أحسسنا بأنّ شیئاً ما قد حصل، وهو أنّ هذه المجلة قد عبّدت الطریق للثورة، وکشاهد على ذلک أنّ کثیراً من الشخصیات المرموقة التی تحتل مناصب مهمّة فی النظام الإسلامی الحالی کانوا وقتذاک یتصلون بنا ویقولون: نحن من قراء مجلة (مکتب اسلام) ومن صنائع المجلة، والحقیقة أنّها کانت کذلک، فهذه المجلة کانت واقعاً اللسان الناطق باسم الحوزة العلمیة فی قم المقدّسة، وفی الحال الحاضر فهذه المجلة ما زالت تصدر تباعاً «غایة الأمر أنّ بعض الاخوة تکفّلوا بمسؤولیة إصدارها وقد اعتذرت عن الاستمرار فی  العمل معهم بسبب الظروف والمشاغل الفعلیة الکثیرة»، وبالطبع فانّ المجلة المذکورة لا تصدر الآن بالکمیة السابقة لأنّ مجلات إسلامیة اُخرى والحمد لله قد سدّت فراغاً فی هذا المجال من قبیل المجلات التی تصدر فی الحوزة العلمیة وخارجها، ولکنّ هذه المجلة کانت الشعاع الوحید تقریباً فی ذلک الزمان شقّ ظلمات الجو الحاکم فی زمان الطاغوت».
 

 

أشباه الفلاسفة التفسیر الأمثل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma