تجربة أخرى فی حیاة تتعلق بالعمل الجماعی فی جمیع الموارد ولا سیّما فی النشاطات العلمیة وخاصة فی کتابة الکتب أفضل من العمل الفردی کثیراً، فالکتب التی کتبناها بصورة جماعیة أی بالتشاور مع الآخرین کانت أسرع وأعمق وأکثر غزارة من جهة، ومن جهة اُخرى کانت مورد استقبال الناس أکثر حتى لو کان الطرف الآخر فی المشاورة والعمل الجماعی تلمیذاً للشخص.
وصیتی للکتّاب الأعزاء السعی فی العمل الجماعی مهما أمکن الأمر وأن یقدّموا العمل الجمعی على العمل الفردی وبالأخص فی مجال تألیف وتصنیف الکتب المهمّة.
إنّ الحرکة السریعة فی تألیف التفسیر الأمثل وتفسیر نفحات القرآن مع ما یتضمنان من مقبولیة ومطلوبیة لدى الناس هی ثمرة العمل الجماعی، والکتب التی قمت بتألیفها فی مجال العقائد وکنت قد سبق وأن درستها، ولذلک فهی أیضاً ولیدة العمل الجماعی
إذا کان الأعمال بشکل العمل الجماعی وقد أثمر هذا العمل فی تطویر الحرکة الفکریة والعلمیة والتقلیل من الخطأ والاشتباه، غایة الأمر أنّ العمل الجماعی له شروط حیث سعیت بالاستمداد من لطف الله وکرمه بالعمل وفقها ما أمکننی ذلک، واُوصی الآخرین باحترام نظرات الغیر فی هذه الموارد وتحمل عقائد المخالفین وأن یعیش الشخص حالة سعة الصدر والاغماض، فلو تلاقحت هذه الاُمور واقترنت مع بعضها فانّ ذلک یعنی نجاح العمل الجماعی، ولکن إذا کنت اُفکر من موقع الجزمیة والاطلاق فی صحة أفکاری فقط وبطلان الرأی المخالف ولم أحترم آراء الآخرین وأفکارهم ولم أتحمل عقیدة المخالف ولم أملک حالة الاغماض فانّ هذا من شأنه عرقلة المسیرة قطعاً.
واُضیف هنا هذه الحقیقة، وهی أنّ للآخرین نقاطاً إیجابیة ونقاطاً  سلبیة دائماً، ولا یوجد شخص یعیش النقاء من أی نقطة سلبیة سوى المعصومین(علیهم السلام)، فکل إنسان لدیه نقطة أو نقاط قوة، ویجب علینا دائماً التعامل مع الآخرین من موقع حصیلة النقاط وجمع المعدل لمعرفة حساب صفات الأشخاص، ولو کان المعدل جیداً لزم علینا تحمل الجهات السلبیة ونقاط الضعف من ذلک الشخص!.