قبل کل شیء اُوصی نفسی وجمیع الأعزاء بتقوى الله التی هی الحصن الحصین والقلة القویة الإلهیّة وزاد یوم المعاد بل (خیر الزاد إلى خالق العباد)، التقوى التی لا تمثل حرکة طارئة فی حیاة الشخص بل تمتد إلى أعماق روحه وتصبغ جمیع وجودنا بصبغتها: (وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبغَةً...)(1) إنّ مثل هذه التقوى بإمکانها أن تمنحنا الجهة التی نتوجه إلیها فی أهدافنا القریبة والبعیدة وتشخص لنا مسیرتنا فی حرکة الحیاة وتکشف لنا عن مطبات الطریق وغوامض السبیل.
هذه التقوى التی تمثل أکبر رأس مال للإنسان وأعلى وسام یفتخر به، وهی الملکة التی تربط الإنسان بخالقه وتوصله إلى مقام العبودیة الخالصة بحیث یسمع هذا النداء من أعماق قلبه: «إلهی کفى بی عزّاً أن أکون لک عبداً وکفى بی فخراً أن تکون لی ربّا»(2).