العشق للإمام صاحب الزمان(علیه السلام)
لا أتذکر بالدقّة کم کان لی من العمر عندما شعرت بالعشق الشدید لمعرفة الله وأولیاء الدین وخاصة الإمام صاحب الزمان (عج)، ولعلّه کان لی من العمر اثنتا عشرة سنة حیث کنت أشعر دائماً بأننی أبحث عن ضالتی، وینبغی علیَّ البحث عنها والعثور علیها، فتوجهت إلى المسجد واشترکت فی مجالس الوعظ والإرشاد وکنت أزور مرقد «شاه چراغ»(1) فی شیراز ولکننی لم أعثر على ضالتی، وکانت لی دعوات ومناجاة مختلفة ولکنّها لم تکن تروی عطشی إلى الغایة المنشودة، وصارت علاقة شدیدة بالعبادة ولکننی لم أکن اُدرک فی هذا العمر الطفولی مضمون العبادات، وأحیاناً کنت أحتاج للذهاب إلى الحمام ولکن بما أنّ البیوت فی ذلک الزمان تفتقر إلى الحمام وکنت أشعر بالخجل «ولم أکن أرغب أن آخذ نفقة الحمام من أبی واُمی، وأساساً الأولاد فی عمری کانوا یتوجّهون إلى الحمام مع أبائهم» فاضطررت إلى الذهاب إلى خارج المدینة فی محلة «قصر سعدی» حیث یمرّ من هناک غدیر للماء ولعله یبعد عن منزلنا فرسخ واحد فکنت أغتسل هناک بذلک الماء وأعود إلى البیت، ولکننی کنت أشعر بالرضا والاطمئنان النفسی والقلبی، وعندما دخلت سلک طلاّب العلوم الدینیة ازدادت هذه الحالة واشتدّت أکثر من السابق.