7. البحث عن الضالّة الحقیقیة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّ النجاح والموفقیّة
6. التشبّه بالجماعة یورث الفضیحة! 8. مکافحة الوسواس!


إنّ کل شخص ینظر إلى قلبه ووجدانه یرى أنّه یبحث عن ضالة معینة، ولکنّه نظراً لعدم تحلیله الصائب لهذه الضالة المنشودة فکأنّه یبحث عنها فی کل شیء وفی کل مکان.
فأحیاناً تکون ضالته الأصلیة هی المال والثروة بحیث لو استطاع أن یجمع منها الشیء الکثیر فإنّه سیکون أسعد الناس، ولکنه عندما ینال الثروة یجد نفسه فی مواجهة عیون الطامعین وألسنة المتملقین ومصائد السرّاق ویعیش دائماً کید الحسّاد، وأحیاناً یجد فی نفسه الخوف والقلق فی حفظها وانفاق المال الکثیر فی سبیل حراستها والاحتفاظ بها فیعیش الاضطراب والقلق من ذلک أکثر ممّا کان یعیشه فی سبیل تحصیلها.
وهناک یفهم أنّه أخطأ الطریق إلى ضالته المنشودة وأنّها لا تتمثل بالثروة والمال.
وأحیاناً یتصور أنّه إذا حصل على زوجة ذات جمال ومال وثروة فإنّه سیجبر ما یحتاجه من السعادة والرفاهیة، ولکن عندما یحصل  على هذا الهدف وتتجسد أمامه الاخطار والمشاکل الناشئة من الاحتفاظ بهذه الزوجة وتحمل توقعاتها الکثیرة ومطالبها الشاقة فإنّه یجد نفسه فی ورطة جدیدة وأنّه کان یعیش السراب فی أحلام وأوهام.
أمّا الشهرة أو المکانة الاجتماعیة فانّها تتجّلى من بعید بأجمل صورة بحیث تسلب قلوب المشتاقین ویتصورون أنّهم أسعد الناس فی حال حصولهم علیها، فی حین أنّ المشاکل والأزمات الناشئة والمسؤولیات الإلهیّة والإنسانیة المترتبة على الشهرة والمقام أکثر من الجمیع.
لقد کان المرجع الروحانی والمعنوی الکبیر المرحوم آیة الله العظمى السید البروجردی فی أوج عظمة مقامه ومرجعیّته لعالم التشیع وانفراده بهذا المقام فی ذلک الزمان، عندما رأى مشکلات الشهرة والمقام قال ما مضمونه: «إذا کان الشخص یتحرک فی سبیل تحصیل مقام مثل مقامی ولکن لم یکن الباعث له هو الله تعالى بل بدافع الأهواء والنوازع النفسیة فلا تشکّوا فی قلّة عقله!».
أجل، فانّ جمیع هذه الاُمور کلها سراب وأوهام لا أکثر بحیث عندما یصل إلیها الإنسان فإنّه لیس فقط لا یتمکن من إرواء نفسه وإطفاء عطشه، بل سیزداد عطشاً فی صحراء الحیاة المحرقة وکما یقول القرآن الکریم: (أَعمَالُهُمْ کَسَرَاب بِقِیعَة یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَآءً حَتَّى  إِذَا جَاءَهُ لَمْ یَجِدْهُ شَیْئاً...)(1).
هل یعقل فی حکمة الخالق أنّ الإنسان الذی یعیش هذا الإحساس والشعور الباطنی ولکنّه لا یمکنه العثور على ضالته فی أی مکان؟ لا شک بأنّه لا معنى للعطش بدون وجود ماء، وکذلک لا یمکن فی دائرة الحکمة الإلهیّة وجود ماء بدون الإحساس بالعطش.
أجل، إنّ الإنسان الفطن سیدرک تدریجیاً أنّ ضالته التی یبحث عنها ولا یجدها، موجودة فی أعماق نفسه وفی محتواه الداخلی وقد استوعبت جمیع وجوده، وهی أقرب إلیه من حبل الورید ولکنّه غافل عنها: (وَ نَحْنُ أَقْرَبُ اِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ)(2).
أجل، إنّ ضالة الإنسان موجودة معه فی کل مکان وزمان ولکنّه محجوب عنها بحجاب الابتلاءات الطبیعیة التی تمنع من رؤیة جمال هذه الحقیقة والتحرک فی الطریق الموصل إلیها.
أجل أیّها العزیز! إنّ ضالتک موجودة عندک، فعلیک السعی لإزالة الحجب والأستار عنها لیتمتع قلبک بجمالها وترتوی روحک من عذب مائها فتشعر بالسکینة والطمأنینة الواقعیة والبهجة الکاملة فی جمیع وجودک وترى أنّ جنود السماء والأرض تسعى فی خدمتک، إنّ ضالتک الحقیقة هی وجودک الأصیل الذی یشمل جمیع أرکان عالم الوجود:
(هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدَادُواْ إِیمَانَاً مَّعَ إِیمَانِهِمْ وَللهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَکَانَ اللهُ عَلِیماً حَکِیماً)(3). 


1. سورة النور، الآیة 39.
2. سورة ق، الآیة 16.
3. سورة الفتح، الآیة 4.

 

6. التشبّه بالجماعة یورث الفضیحة! 8. مکافحة الوسواس!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma