جذور الوسواس وعلاجها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّ النجاح والموفقیّة
الآثار النفسیة والبدنیة للوسواس کرسی التدریس فی قم

أنا أعتقد أنّ بعض هذه الظاهرة تعود إلى خصوصیة معینة فی مرحلة البلوغ التی کنت أقترب منها، ومعلوم أنّ مرحلة البلوغ تمثّل مرحلة الاستقلال الفکری، والشخص فی هذه المرحلة یودّع التقلید والتبعیة للآخرین، ولذلک فلو افتقد التعلیم الکافی فمن الطبیعی أن یبتلى بالوسواس.
والقسم الآخر من الوسواس یمثّل افرازات لحالة الجهل لعدم الاطلاع على المسائل الفقهیة فی دائرة الطهارة والنجاسة، والحلال والحرام وأمثال ذلک، فلو أنّ المکلّف تعلم هذه المسائل جیداً فسوف یتخلص من هذا النوع من الوسواس.
وهناک قسم آخر من الوسواس یتفرع على حالة الفراغ والبطالة، فلو أنّ الإنسان وجد له عملاً فإنّه سیغفل عن ذلک الوسواس، ولم أکن وسواسیاً من القسم الثالث قطعاً لأننی کنت أشتغل أکثر من اللازم، ولکننی کنت أقترب من مرحلة البلوغ الفکری والنضج العاطفی، ووقفت فی مقابل عشرات أو مئات علامات الاستفهام التی دارت فی ذهنی من دون العثور على جواب مقنع، هذه الحالة استمرت بعد البلوغ إلى ما بعد سن العشرین وکانت تؤرقنی کثیراً.
وعلى أیّة حال لقد وجدت فی نفسی أننی أعیش عاصفة فکریة وطوفاناً فی روحی واستمر هذا الحال لسنوات عدیدة ولکن لم تمنع هذه الحالة استمراری فی الدرس والبحث بل بالعکس کنت أحسّ بالنشاط فی الدرس والاهتمام بالاشتغالات الفکریة التی کانت تسکّن ما أشعر به من اضطراب النفسی.
فی المدّة التی کنّا فیها فی النجف استمر الوسواس فی ما یتعلق بالمعارف والعقائد والأعمال ولکنّه خفّ تدریجیاً حیث استمرت مطالعاتی فی أبحاث مختلفة لاسیّما فی بحوث الولایة والاستفادة من الکتاب القیم: «الغدیر» واستمر دعائی وتوسلی لتطهیر قلبی من الوسواس حتى حصلت على هدوء نسبی فی وجودی، ثم توصلت بعد ذلک إلى هذه النتیجة وهی أنّ وجود نوع من الوسواس یعدّ جزء من طبیعة الاستدلالات البرهانیة والنظریة وحتى أنّ أقوى أنواع  الاستدلال فی المسائل الاعتباریة والنظریة لا یمکنه إزاحة قسم من الوسواس، وإنّما طریق معالجة هذا المرض ینحصر فی الوصول إلى «مقام الشهود» أی مشاهدة الحقیقة بعین القلب وإزالة الحجب النفسانیة وبالتالی إزاحة ظلمة الوساوس واشراق نور الیقین على القلب.
ولکن إذا تحرکنا وقمنا بإزاحة الستار وفتحنا النافذة ورأینا قرص الشمس ظاهراً للعیان فی وسط السماء ورأینا أشعة الشمس تدخل إلى الغرفة فلا یبقى مجال للوسوسة.
 

 

الآثار النفسیة والبدنیة للوسواس کرسی التدریس فی قم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma