إننی بالرغم من عدم التوفیق لحضور درس الإمام الراحل(قدس سره) لأکثر من یوم واحد، ولعل ذلک کان بسبب أنّ درس الإمام کان قد ازدهر واشتدّ فی الحوزة العلمیة فی وقت لم أکن فیه أدرس عند أحد إلاّ قلیلاً بل کنت اُمارس عملیة التدریس غالباً، وعلى أیّة حال کنت ذا علاقة وارتباط کامل بأفکاره من خلال تقریراته وکتبه فکنت مطلعاً على آرائه الفقهیة والاُصولیة وکنت أُکّن له احتراماً کبیراً وطالما توجهت لزیارته فکان یبذل لی مزید المحبّة والاحترام ولا أنسى أننی کنت قد امتنعت لأسباب معینة عن الذهاب إلى مجمع المدرسین فی الحوزة العلمیة. فأمر الإمام الراحل أحد الأشخاص من أرحامه الذی کان عضواً فی المجمع المذکور وقال له: إذهب إلى فلان وقل له أن یرجع إلى مجمع المدرسین، فجاءنی ذلک الشخص وبلّغنی الرسالة وعدت على أثرها إلى المجمع، وکان ولده المرحوم السید أحمد الخمینی حاضراً فی جلسة لبعض الأفاضل وقال لی: إنّ رسائلک التی تبعثها إلى الإمام فی مناسبات مختلفة یقرأها الإمام کاملاً (لأننی کنت قد ذکرت فی رسائلی أننی لا أعلم ما إذا کان الإمام یقرأ هذه الرسائل أم لا) فقال لی: إنّها تصل إلى الإمام ویقرأها ویکّن لکم احتراماً خاصاً.