جذور الثورة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّ النجاح والموفقیّة
ذکریات سبعة أشهر من النفیاُکذوبة باسم حقوق الإنسان

إنّ بلادنا تدخل مرحلة حساسة من تاریخها بعد الحوادث والتغییرات التی عاشها الناس فی الأشهر الأخیرة بحیث أصبح من المحال الرجوع إلى الوراء بالرغم من وجود عوامل قویة لاعادتنا إلى الوراء (إشارة إلى الحوادث التی وقعت فی الاضطربات السیاسیة عام 1356 هـ ش یعنی عام قبل انتصار الثورة).
هذه حقیقة جلیة وصیرورة تاریخیة یجب على الجمیع الاعتراف بها.
ومن أجل تتبع علل هذه الثورة ومظاهر التغییر فی جمیع الاُمور والأبعاد، أو بتعبیر البعض: هذه الاضطرابات وعوامل الفوضى، أو کل اسم وصفة نطلقها على هذه الحوادث الأخیرة حیث ینظر لها البعض من زاویة خاصة، ولهذا السبب لا یتوصلون إلاّ إلى نتائج محدودة غیر ذات قیمة، لأنّ المعطیات الکبیرة لا یمکن التوصل إلیها إلاّ من خلال دراسة مستوعبة وکلیة لجمیع جوانب الحدث وأبعاده.
فی البحوث والدراسات المحدودة تحل أحیاناً «العوامل الجانبیة للحوادث» محل «العوامل الأصلیة» ویتمّ إهمال العوامل الأصلیة  وتهمیشها والتغافل عنها.
فالبعض یضع اصبعه على مسألة «الفساد الاقتصادی واستغلال بیت المال من قبل فئة معینة»، وهم الذین کانوا یوماً ما فی مصدر القدرة والمسؤولیة، فیرى أنّ العامل الأصلی والسبب الرئیسی للاضطرابات الأخیرة تکمن فی هذا العامل، ولکن مع الاعتراف بوجود عنصر الاستغلال وسوء استخدام ثروات بیت المال من قِبل قوى الفساد الاقتصادی بأرقام کبیرة ومذهلة، لابدّ من القول إنّ هذا العامل لا یمکن أن یکون هو العامل الأساس، لأنّ مظاهر الاجحاف والاختلاس من بیت المال کانت مکشوفة لدى فئة خاصة من الناس دون العامة من شرائح المجتمع، وبالرغم من أننا نسمع تدریجیاً عن أخبار هذه القضایا، مثلاً نسمع بأنّ أکثر من خمس ملیارات تومان یملکها شخص واحد فی البلد وأمثال ذلک ممّا یساهم فی تعمیق حِدّة الخلاف والابتعاد بین الناس من جهة والحکومة من جهة اُخرى، ولکنّ کثیراً من الناس لا یهتمون لهذا الحدث ویقولون ماذا یختلف حالنا فیما لو سرقوا من بیت المال أو لم یسرقوا؟
والبعض الآخر یرید أن ینسحب من التورط فی هذه الحوادث، فیرى أنّ العامل الأصلی والسبب الحقیقی وراء ثورة الناس هو الرشوة وسوء المدیریة فی المراکز الحکومیة وعنصر البیوقراطیة، فی حین أننا نعلم أنّ هذه الظاهرة لیست بجدیدة على هذا البلد بل إنّ جمیع الناس منذ سنوات یعلمون بهذه الاُمور ویعترضون على ذلک ولکن هذا الموضوع مهما کان مهماً فإنّه لا یبعث على نزول الناس إلى الشوارع ویضحّون بأنفسهم من أجله.
مضافاً إلى ذلک أنّ الاضطرابات الأخیرة شملت طلاّب المدارس فی جمیع مناطق البلاد، وهؤلاء لیس لهم علاقة أو رابطة بالإدارات الحکومیة ولا یعیشون هموم الفساد الاقتصادی والرشوة والبیوقراطیة، إذن لا یعقل أن یکون الفساد الإداری هو العامل الحقیقی وراء الأحداث.
أمّا قلّة رواتب الموظفین، مشکلات السکن، مشکلات بعث الطلاّب إلى الخارج، التضخم الاقتصادی، التمییز الطائفی، فهذه المسائل، کمسألة الفساد الإداری والفساد الاقتصادی، تمثّل عوامل صغیرة من عوامل هذا «الانفجار الاجتماعی العظیم» بالرغم من أهمیّتها، وحینئذ لابدّ من البحث عن الأسباب الحقیقیة فی مکان آخر.
أرجو أن أتمکن فی هذه المقالة من بیان مجریات السفر الملیء بالحوادث وما رأیته بعینی وما سمعته من أفواه فئات مختلفة من الناس، أن اُبیّن العوامل الأصلیة الکامنة وراء هذه الحوادث الأخیرة.
... کانت لیلة «18 دیماه(1)» حیث رنّ جرس الهواتف فی قم فقالوا: أیّها المشایخ هل قرأتم المقالة المنشورة فی صحیفة اطلاعات بقلم  رشیدی مطلق «الذی اتضح بعد ذلک أنّ کاتب هذه المقالة لا یتمتع بأدنى رشادة مطلقة»؟
الواقع أنّهم بلغوا فی جرأتهم وفضیحتهم إلى منتهى الحدود وأبعد الغایات... فهل ستعطل دروس الحوزة العلمیة غداً؟ وغداً صباحاً شاهد الناس تعطیل دروس الحوزة العلمیة فی قم، ثم تبعها السوق المرکزی فی قم وتجمع الفضلاء وطلاّب العلوم الدینیة فی بیوت مراجع الدین اعتراضاً على ذلک وبشکل منظم تماماً، وتبدلت أجواء المدینة بشکل کلی، وعلى هذا الأساس ظهرت بوادر أول شرارة فی أجواء مدینة قم، الشرارة التی لم یتصور أحد من الناس أنّها ستکون بهذا الحجم والسعة وتمتد إلى سائر مناطق البلاد بل إلى خارج ایران أیضاً.
لقد تعرضت المقالة المذکورة إلى القائد الکبیر والزعیم العظیم سماحة آیة الله العظمى السید الخمینی «دامت برکاته» بالإهانة وإساءة الأدب بما لا یمکن لأحد تحمله بدون شک، ولکن المهم أن نعرف أنّ ما وراء هذه الشرارة یوجد مخزن للبارود بحیث یمکن لهذه الشرارة أن تفجر الوضع وتؤزم الحالة، إنّ مجتمعنا یشکو من وجود غدة ملیئة بالقیح فی واقعه وجسده بسبب سنوات متمادیة من الظلم والجور وعدم رعایة العدل ومطالب الناس وأشکال الخلل الاُخرى، وکان یعیش حالة الانتظار لشرارة تفعّل الحالة المتأزمة، وعندما مست اُبرة الأحداث هذه الغدة المتورمة هبّت جمیع أعضاء الجسد الاجتماعی بموازات الحدث وألقت بما فی باطنها إلى الخارج.
کان الیوم (18 دیماه) یوماً متأزماً ومضطرباً فی قم، وقد وعد جمیع مراجع الدین أن یعملوا على ردّ هذه الإهانة، وفی الیوم التالی ارتفعت الضجّة وزادت الحالة سوءاً وکثرت جموع الناس، ففی ذلک الیوم کان من المقرر أن یتوجه الناس إلى بیوت أساتذة الحوزة العلمیة وهکذا جرت الاُمور، وکنت من جملة من جاء إلیهم الناس حیث حضروا إلیَّ فی مدرسة أمیرالمؤمنین وامتلأت باحة المدرسة والشوارع المحیطة بها من أمواج الناس حیث تحدثت إلیهم فی خطبة قصیرة وتشکرت فی البدایة من توحد الناس وحضورهم فی المیدان بما یمثّل ضربة قویة إلى کاتب المقالة الموهنة ورفاقه ومن معه ومن یشارکه فی الفکر، وقلت لهم إنّکم بهذا العمل أثبتم أنّ مثل هذه المقالات والکلمات الجارحة سوف لن تبقى بدون جواب، فلا یظنّون أنّ القضیة تنتهی بهذه السهولة.
ثم قلت لهم مضیفاً: إذا هتکت حرمة کبیر القوم بمثل هذه الصورة فماذا سبیقى للآخرین من حرمة واحترام؟ فلو تقرر أن نموت فلنمت جمیعاً، ولو تقرر أن نحیا فلنحیا جمیعاً.
هذه الجملة الأخیرة التی أخذت شکل الشعار لکثیر من الناس، کانت أحد المستمسکات المعتبرة فی تبعیدی إلى مدینة «چابهار»، وقد أخذها رئیس جهاز الأمن باعتبار أنّها دعوة للناس للثورة ضد النظام.
وعلى أیّة حال تمّت الجلسة ولکن فی عصر ذلک الیوم وعندما کان الطلاّب والشباب یعودون من بیوت الأساتذة والعلماء بکامل الهدوء وحتى بدون إعطاء أی شعار «لأنّ تلک الأیّام لم یکن متداولاً إطلاق الشعارات أو کسر القنانی» فوجئوا بهجوم رجال الشرطة علیهم، ولأول مرّة یواجه الناس هذا المنظر وتسفک دماء بعض الناس الأبریاء فی شوارع المدینة.
أمّا رجال الأمن فی قم فقد أخذوا یهیئون الملف لتبرئة أنفسهم من هذه الحادثة ومن قتل الناس الأبریاء، حیث تمّ تشکیل جلسة «جلسة الأمن الاجتماعی» تحت نظر قائم مقام المدینة وأربعة أشخاص من رؤساء الإدارات وقرروا فی هذه الجلسة اعتباری مع ستة أشخاص من السادة فی الحوزة العلمیة فی قم وبعض التجّار المحترمین فی السوق، من المحرکین لهذه الحادثة، وحکموا علینا جمیعاً بالنفی لمدّة ثلاث سنوات «وهی الحد الأکثر لمدّة النفی» وعندما قال لی رئیس جهاز السافاک فی قم فی غرفته: أننی یجب أن أتوجه إلى المنفى، قلت له: لیت الشخص الذی أصدر هذا الحکم حاضراً هنا.
فقال فوراً: إنّ هذا الشخص هو أنا، (وهنا فهمت معنى مجلس  الأمن الاجتماعی).
فقلت: لماذا تنسبون کل حادثة إلینا، فهذه الحادثة قد صنعتموها أنتم والجمیع یعلم بذلک، فهل أنت تفرض نفسک محامیاً عن کاتب تلک المقالة؟ إنّ إطفاء هذه النار الملتهبة لیس بالعمل الیسیر، والمفروض أن تقوموا بتقدیم الاعتذار عن تلک المقالة وتقولوا: إنّ ذلک الکاتب قد أخطأ وسوف نعمل على إصلاح الوضع وجبران الثغرة، فلماذا أطلقتم النار على الناس الذین خرجوا بشکل قانونی اعتراضاً على کاتب المقالة العمیل؟ فقال: الواقع أننا لا نعرف ما هو الباعث على کتابة تلک المقالة؟ ومن هو کاتبها؟... على أیّة حال لقد تجاوز الوضع الحالة الطبیعیة، تفضل... (إلى محل المنفى).
قلت: أین؟
فقال: سیتّضح لک بعد ذلک.
وفی هذه الأثناء دخل أحد المأمورین إلى الغرفة وقال: سیدی إنّ فلان (وذکر اسم القاضی) لم یوافق على توقیف وسجن الثلاثة الآخرین (ولم یتضح من یقصد بهؤلاء الثلاثة) فقال رئیس السافاک بحدّة وغضب وبدون اهتمام بوجودی کشاهد على ما یقول: لیخسأ هذا القاضی فأنا حکمت بتوقیفهم... وتتجلّى بصورة جیدة الحکومة المطلقة لجهاز السافاک على الإدارات والأجهزة الحکومیة، قلت فی نفسی: «مرحباً بهذه الحکومة الدیمقراطیة للسافاک».


1. أحدى أشهر السنة الهجریة الشمسیة المتداولة فی ایران.

 

ذکریات سبعة أشهر من النفیاُکذوبة باسم حقوق الإنسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma