إننی أُوصی جمیع الطلاّب الأعزاء بثلاثة اُمور:
1. النشاط البدنی من الواجبات.
2. أن لا ینسوا الإعتدال فی الغذاء، والاهتمام بتناول الأغذیة النباتیة، بحیث تشکل هذه الأغذیة الأساس والعمدة فی طعامهم ولا یتصوروا أنّ اللحوم الحیوانیة الدسمة والحلویات تقوی البدن، ولعل البعض یتألمون فی البدایة من قلّة الغذاء ولکنّهم تدریجیاً یعتادون على ذلک ولا یطلبون المزید، إنّ الکثیر من الأشخاص الذین یکون وجودهم ملیئاً بالبرکة والخیر للإسلام والمسلمین، ولکن مع الأسف عندما تنضج قابلیاتهم وتتکامل قواهم ویبرزون للناس ویُعرفون بالعلم والصلاح ویکون لهم أثر وصیتاً فی الحوزات العلمیة فإنّهم یصابون بالذبول وتخفت قواهم ولا یتمکن الناس من الاستفادة منهم استفادة جیدة، وهذا الأمر یمثّل خسارة کبیرة للعالم الإسلامی، وعلى هذا الأساس ینبغی السعی من باب مقدّمة الواجب فی حفظ الصحة والسلامة للفرد ولا یهمل هذا المعنى أو یقصّر فی اتخاذ ما ینبغی له.
3. کما ورد فی الحدیث الشریف أنّه یجب على الإنسان من أجل تجدید قواه أن یهتم بعامل الترفیه والاستراحة وأن یرى ذلک بعنوان العبادة ومقدّمة للواجب، وقد ذکر لی أحد الأطباء فی شیراز: أنّک إذا أردت أن تعمل کثیراً فی اللیل والنهار فلا أمنعک من ذلک ولکن علیک أن تجعل فی الأسبوع یوماً واحداً للاستراحة المطلقة وتفرغ من جمیع أعمالک الفکریة ونشاطاتک العلمیة.
وأنا بدوری أسعى للعمل بتوصیة هذا الطبیب، ولهذا السبب فانّی أمتنع من ملاقاة الناس فی یوم الجمعة وأسعى حدّ الإمکان أن أخرج من المدینة إذا کان الجو مساعداً، لأنّ بقائی فی البیت وکثرة الاتصالات الهاتفیة یخلق مشکلة فی استراحتی هذه، ولکن أحیاناً أضطر إلى العمل خلاف هذه الوصیة وأقوم بأداء بعض الأعمال التی اُجبر على القیام بها فی یوم الجمعة ولهذا لا یکون برنامجی کاملاً مع الأسف.