تجسید لموقف المستکبرین مِن المستضعفین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الکهف / الآیة 32 ـ 36 سورة الکهف / الآیة 37 ـ 41

فی الآیات السابقة رأینا کیف أنَّ عبید الدنیا کانوا یُحاولون الإبتعاد فی کلّ شیء عن رجال الحق وأهله المستضعفین، ثمّ عرَّفتنا الآیات جزاءهم فی الحیاة الاُخرى.

الآیات التی نبحثها تُشیر إلى حادثة اثنین مِن الأصدقاء أو الإخوة الذین یُعتبر کلّ واحد مِنهم نموذجاً لإحدى المجموعتین، ویوضّحان طریقة تفکیر وقول وعمل هاتین المجموعتین.

فی البدایة تخاطب الآیات الرّسول (صلى الله علیه وآله) فتقول: (واضرب لهم مثلا رجلین جعلنا لأحدهما جنّتین مِن أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بینهما زرع ).

البستان والمزرعة کانَ فیهما کلّ شیء: العنب والتمر والحنطة وباقی الحبوب، لقد کانت مزرعة کاملة ومکفیة مِن کلّ شیء: (کلتا الجنّتین آتت أکلها ولم تظلم منهُ شیئ ).

والأهم مِن ذلک هو توفّر الماء الذی یُعتبر سرّ الحیاة، وأمراً مهمّاً لا غنى للبستان والمزرعة عنه، وقد کانَ الماء بقدر کاف: (وفجّرنا خلالهما نهر ).

على هذا الأساس کانَت لصاحب البستان کلّ أنواع الثمار: (وکانَ لهُ ثمر ).

ولأنَّ الدنیا قد استهوته فقد أصیب بالغرور لضعف شخصیته وشعر بالأفضلیة والتعالی على الآخرین، حیث إلتفت وهو بهذه الحالة إلى صاحبه: (فقال لصاحبه وهو یُحاوره أنا أکثر منک مالا وأعزّ نفر ).

بناءاً على هذا فأنا أملک قوّة إنسانیة کبیرة وعندی مالٌ وثروة، وأنا أملک ـ أیضاً ـ نفوذاً وموقعاً اجتماعیاً، أمّا أنت (والخطاب لصاحبه) فماذا تستطیع أن تقول، وهل لدیک ما تتکلم عنه؟!

لقد تضخَّم هذا الإحساس ونما تدریجیاً ـ کما هو حاله ـ ووصلَ صاحب البستان إلى حالة بدأ یظن معها أنَّ هذه الثروة والمال والجاه والنفوذ إنّما هی اُمور أبدیّة، فدخل بغرور إلى بستانه (فی حین أنَّهُ لا یعلم بأنَّهُ یظلم نفسه) ونظر إلى أشجاره الخضراء التی کادت أغصانها أن تنحنی مِن شدَّة ثقل الثمر، وسمع صوت الماء الذی یجری فی النهر القریب من البستان والذی کان یسقی أشجاره، وبغفلة قال: لا أظن أن یفنى هذا البستان، وبلسان الآیة وتصویر القرآن الکریم: (ودخل جنّته وهو ظالم لنفسه قالَ ما أظنّ أن تبید هذه أبد ).

بل عمدَ إلى ما هو أکثر مِن هذا، إذ بما أنَّ الخلود فی هذا العالم بتعارض مع البعث والمعاد، لذا فقد فکَّر فی إنکار القیامة وقال: (وما أظنّ الساعة قائمة ) وهذا کلام یعکس وهم قائله وتمنّیاته!

ثمّ أضاف! حتى لو فرضنا وجود القیامة فإنّی بموقعی ووجاهتی سأحصل عند ربّی ـ إذا ذهبت إلیه ـ على مقام وموقع أفضل، لقد کان غارقاً فی أوهامه (ولئن رددتّ إلى ربّی لأجدنَّ خیراً مِنها مُنقلب ).

لقد أخذ صاحب البستان ضمن الحالة النفسیة التی یعیشها والتی صوّرها القرآن الکریم، یضیف إلى نفسه فی کلّ فترة وهماً بعد آخر مِن أمثال ما حکت عنهُ الآیات آنفاً، وعندَ هذا الحد انبرى لهُ صدیقه المؤمن وأجابه بکلمات یشرحهما لنا القرآن الکریم.

سورة الکهف / الآیة 32 ـ 36 سورة الکهف / الآیة 37 ـ 41
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma