2ـ وَسائل الشیطان المختلفة فی الوسوسة والإغواء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
1ـ فی معانی الکلمات 3ـ لماذا خلق الله الشیطان؟

بالرغم مِن أنَّ المخاطب فی الآیات أعلاه هو الشیطان، وأنَّ الله جلَّ جلاله یتوعّده وَیقول له: افعل کلّ ما تریده فی سبیل غوایة الناس، واستخدم کلّ طرقک فی ذلک، إلاَّ أنَّ هَذا الوعید ـ فی الواقع ـ هو تهدید وَتنبیه لنا نحنُ بنی الإنسان حتى نعرف الطرق التی ینفذ مِنها الشیطان والوسائل التی یستخدمها فی وساوسه وإغوائه.

الطریف فی الأمر أنَّ الآیات القرآنیة أعلاه تشیر إلى أربعة طرق وأسالیب مهمّة وأساسیة مِن أسالیب الشیطان، وَتقول للإنسان: علیک بمُراقبة نفسک مِن خلال الجوانب الأربعة هَذهِ:

أ) البرامج التبلیغیة التی تجد دلالتها فی التعبیر القرآنی (واستفزز مَن استطعت مِنهم بصوتک ) حیث اعتبر بعض المفسّرین أنّها تعنی ـ فقط ـ أنغام الموسیقى الشهوانیة المثیرة، والأغانی المبتذلة، ولکن هَذا المعنى یتّسع حتى یشمل جمیع البرامج الدعائیة التی تقود للانحراف والتی تستخدم ـ عادة ـ الأجهزة الصوتیة وَالسمعیة.

لهذا فإنَّ أوّل برامج الشیطان هو الإستفادة مِن هذِهِ الأجهزة. هَذِه القضیة تتوضّح فی زماننا هَذا أکثر، لأنَّ عالمنا الیوم هُوَ عالم الأمواج الرادیوئیّة، وَعالم الدعایة والتبلیغ الواسع، سواء کان على الصعید السمعی أو البصری. حیثُ إنَّ الشیاطین وأحزابهم فی الشرق والغرب یعتمدون على هَذِه الأجهزة وَیخصصون قسماً کبیراً مِن میزانیتهم للصرف فی هَذا الطریق حتى یستعمروا عبیدالله، وَیُحرفوهم عن طریق الحق والإستقلال، وَیزیغوا بهم عن طریق الهدایة والإیمان والتقوى، وَیجعلون مِنهم عبیداً تابعین لا حول لهم وَلا قوة.

ب) الاستفادة مِن القوة العسکریة: وَهـذا لا یخص زماننا حیثُ إنَّ الشیاطین یستخدمون القوّة العسکریة لأجل الحصول على مَناطق للنفوذ، إنَّ الأداة العسکریة تعتبر أداةً خطرة لکلّ الظالمین والمستکبرین فی العالم. فهؤلاء وَفی لحظة واحدة یصرخون فی قواتهم العسکریة وَیرسلونها إلى المناطق التی تحاول الحصول على حریّتها واستقلالها وتسعى إلى الإعتماد على قدراتها الخاصّة.

وَفی عصرنا الحاضر نرى أنّهم نظَّموا ما یسمّونه بقوات (التدخل السریع) والذی هو نفس مفهوم (الإجلاب) القرآنی، وَهذا یعنی أنّهم جعلوا جزءاً مِن قواتهم العسکریة على شکل قوات خاصّة کی یستطیعوا إرسالها فی أسرع وقت إلى أی منطقة مِن مَناطق العالم تتعرض فیها مصالحهم غیر المشروعة للخطر، لکی یقضوا بواسطة هَذِهِ القوات على أىّ حرکة تطالب بالحق وتنادی بالإستقلال.

وَقبل أن تصل القوات السریعة الخاصّة هَذِهِ، یکون هؤلاء قد هیأوا الأرضیة بواسطة جواسیسهم الماهرین، والذین هُم فی الواقع کنایة عن جیش المشاة (الرجّالة).

إنَّ هؤلاء فی مخططاتهم هَذِهِ قد غفلوا عن أنَّ الله سبحانه وَتعالى قد وَعَدَ أولیاءه الحقیقیین ـ فی نفس هَذِهِ الآیات ـ بأنَّ الشیطان وَجیشه لا یستطیع أن یسیطر علیهم.

ج) البرامج الإقتصادیة ذات الظاهر الإنسانی: مِن أسالیب الشیطان الاُخرى المؤثّرة فی النفوذ والغوایة، هی المشارکة فی الأموال والأنفس، وَهُنا نرى أیضاً: أنّ بعض المفسّرین یخصص هَذِهِ المشارکة بـ (الربا)، أمّا المشارکة فی الأولاد فیحصر معناها بـ «الأولاد غیر الشرعیین»(1) .

فی حین أنَّ هاتین الکلمتین لهما معانی أوسع، إذ تشمل جمیع الأموال المستحصلة عن طریق الحرام، والأبناء غیر الشرعیین وغیرهم. فمثلا فی زماننا الحاضر نشاهد أنَّ الشیاطین المستکبرین یقترحون دائماً استثمار وتأسیس الشرکات، وإیجاد مُختلف المصانع والمصالح الاقتصادیة فی الدول الضعیفة، وَتحت غطاء هَذِهِ الشرکات تتم مُختلف أشکال النشاطات الخطرة والضارَّة بالبلد المستضعف، حیث یرسل الشیاطین جواسیسهم تحت عنوان خبراء فنیین أو مستشارین اقتصادیین أو مهندسین تقنیین، وَیقوم هؤلاء جمیعاً بامتصاص خیرات البلد الذین هم فیه بأبرع الحیل وأظرفها، وَیقفون حائلا بین البلد وَبین تحقیقه لاستقلاله الاقتصادی على بُنیة اقتصادیة تحتیة حقیقیة.

وَعن طریق تأسیس المدارس والجامعات والمکتبات والمستشفیات والمراکز السیاحیة، فإنّهم یشارکون هذه الدول الضعیفة فی أبنائها حیثُ یحاولون أن یستمیلوا هؤلاء نحوهم، وأحیاناً عن طریق توفیر (المنح الدراسیة) للشباب، فإنّهم یقومون (بجلبهم) نحو ثقافتهم وَیشارکونهم فی أفکارهم، وَما یترتب على ذلک مِن فساد العقیدة.

ومن الأسالیب الرائجة والمخرّبة لهؤلاء الشیاطین إیجاد مراکز الفساد تحت غطاء الفنادق العالمیة وإیجاد المناطق الترفیهیة ودور السینما والافلام المبتذلة وأمثال ذلک، حیث لا تکون هذه الوسائل أدوات لترویج الفحشاء وزیادة أولاد الزنا فحسب، بل تؤدّی إلى إنحراف جیل الشباب وتمیّعهم وتغرّبهم، وتصنع منهم أشخاصاً فاقدین للإرادة، وکلّما أمعنا النظر فی دسائسهم ومکرهم تکشّفت لنا الأخطار الکبیرة الکامنة فی هذه الوساوس الشیطانیة.

د) برامج التخریب النفسی: مِن البرامج الاُخرى التی یتّبعها الشیاطین، الاستفادة مِن الوعود والاُمنیات الکاذبة التی یطلقونها بمختلف الحیل، فهؤلاء الشیاطین یعدّون مجموعة ماهرة وَمتمکنة مِن علماء النفس لغوایة الناس البسطاء مِنهم والأذکیاء، کلاًّ بما یناسب وَضعه، ففی بعض الأحیان یصوّرون لهم حالهم بأنّهم سیصبحون قریباً مِن الدول المتمدنة والکبیرة، أو أنَّ شبابهم لا مثیل له، وَیستطیع الشباب فی بلدانهم أن یصل مِن خلال إتّباع برامجهم إلى أوج العظمة، وَهکذا فی بلدانهم یغرقوهم فی هذه الخیالات الواهیة التی تتلخّص فی جملة (وعدهم ).

فی أحیان اُخرى یسلک الشیاطین طریقاً معکوساً، إذ یصوّرون للبلد بأنَّهُ  لا یستطیع مُطلقاً مُواجهة القوى الکبرى، وأنّهم مُتأخرون عن هَذِهِ القوى بمائة عام أو أکثر، وَبهذا الأسلوب تُزرع المبررات النفسیة لاستمرار التخلّف وعدم انطلاق جهود البلد الضعیف نحو العمل والبناء الحقیقی.

بالطبع هَذهِ القصّة لها بدایات بعیدة، وَطرق نفوذ الشیطان فیها لا تنحصر بواحد أو اثنتین.

وَلکنَّ (عباد الله) الحقیقیین والمخلصین، وَبالإتکاء على الوعد القرآنی القاطع بالنصر، والذی تضمنته هَذِهِ الآیات، سیقومون بمحاربة الشیاطین  وَلا یسمحون بالتردد یساور أنفسهم، وَهم یعلمون ـ برغم الأصوات الکثیرة للشیاطین ـ أنّهم سینتصرون، وإنّهم بصبرهم وَصمودهم وبإیمانهم وَتوکّلهم على الله سوف یُفشِلون الخطط الشیطانیة، وَذلک قوله تعالى: (وَکَفى بربّک وَکیل ).


1. وَردت روایات مُتعدِّدة فی أنَّ مشارکة الشیطان فی الأولاد تعنی الأبناء غیر الشرعیین، أو المنعقدة نطفتهم مِن مال حرام، أو انعقاد النطفة فی لحظة غفلة الوالدین عن الخالق، وَلکن ـ کما قلنا مرّات ـ إنَّ هَذِهِ التفاسیر تبیّن جانباً مِن المصداق الواضح وَهی لیست دلیلا على حصر المعنى. (راجع تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 184).
1ـ فی معانی الکلمات 3ـ لماذا خلق الله الشیطان؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma