البعض یتصوّر أنّ الخلایا الدماغیة لا تتغیّر، ویقولون: لقد قرأنا فی الکتب الفسیولوجیة أنَّ عدد الخلایا الدماغیة واحد وثابت مُنذ البدایة وحتى نهایة العمر، وهی لا تزید ولا تنقص وإنّما تکبر، لذلک إذا أصیبت بخلل فلن تکون قابلة للعلاج، وعلى هذا الأساس فإنّنا نملک وحدة ثابتة فی مجموع بدننا، هذه الوحدة هی الخلایا الدماغیة التی تحفظ لنا وحدة شخصیّتنا.
إنَّ هذا الکلام ـ فی الواقع ـ یمثّل اشتباهاً کبیراً، فهو خلط بین مسألتین، إذ إنّ ما أثبتهُ العلم مِن ثبات عدد الخلایا الدماغیة منذ البدایة حتى النهایة وأنّها غیر قابلة للزیادة والنقصان، لا یعنی أنَّ الذرّات المکوِّنة لهذه الخلایا لا تتغیَّر، فکما قُلنا: إنَّ خلایا الجسم التی تأخذ الطعام وتطرد الذرّات القدیمة بالتدریج تکون خاضعة للتغییر، مَثلها فی ذلک مَثل ذلک الشخص الذی یأخذ المال مِن طرف وینفقه مِن طرف آخر، فهذا الشخص سیتغیّر رأس ماله بالتدریج، بالرغم مِن أنّ مقدار رأس المال لم یتغیَّر. وکذلک یُمکن أن نذکّر بمثال ماء المسبح.
لذلک، یتبیّن أنَّ الخلایا الدماغیة لیست ثابتة، بل متغیّرة مثل سائر خلایا الجسم.