آخر الذرائع والأعذار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سبب النّزول بحث

بعد سلسلة من الذرائع التی تشبّث بها المشرکون امام دعوة الرّسول (صلى الله علیه وآله)، نصل مع الآیات التی بین أیدینا إلى آخر ذریعة لهم، وهی قولهم: لماذا یذکر رسول الله (صلى الله علیه وآله) الخالق بأسماء مُتعدِّدة بالرغم من أنَّهُ یدّعی التوحید. القرآن ردَّ على هؤلاء بقوله: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیّاً ما تدعوا فلهُ الأسماء الحسنى ). إنَّ هؤلاء عُمیان البصیرة والقلب، غافلون عن أحداث ووقائع حیاتهم الیومیة حیثُ کانوا یذکرون أسماء مُختلفة لشخص واحد أو لمکان واحد، وکلّ اسم مِن هذه الأسماء کان یُعرّف بشطر أو بصفة مِن صفات ذلک الشخص أو المکان.

بعد ذلک، هل مِن العجیب أن تکون للخالق أسماء مُتعدِّدة تتناسب مع افعاله وکمالاته وهو المطلق فی وجوده وفی صفاته والمنبع لکلّ صفات الکمال وجمیع النعم، وهو وحده عزَّوجلّ الذی یُدیر دفة هذا العالم والوجود؟

أساساً، فانَّ اللّه تعالى لا یمکن معرفته ومناجاته باسم واحد إذ ینبغی أن تکون أسماؤه مثل صفاته غیر محدودة حتى تعبِّر عن ذاته، ولکن لمحدودیة ألفاظنا ـ کما هی أمورنا الاُخرى أیضاً ـ لا نستطیع سوى ذکر أسماء محدودة له، وإنَّ معرفتنا مهما بلغت فهی محدودة أیضاً، حتى أنَّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) وهو من هو فی منزلته وروحه وعلوّ شأنه، نراه یقول: «ما عرفناک حق معرفتک».(1)

إنَّ الله تعالى فی قضیة معرفتنا إیَّاه لم یترکنا فی أفق عقولنا ودرایتنا الخاصّة، بل ساعدنا کثیراً فی معرفة ذاته، وذکر نفسهُ بأسماء مُتعدِّدة فی کتابه العظیم، ومِن خلال کلمات أولیائهِ تصل اسماؤه ـ تقدّس وتعالى ـ إلى ألف اسم.

وطبیعی أنَّ کلّ هذهِ أسماء الله، وأحد معانی الأسماء العلامة، لذا فإنَّ هذه علامات على ذاته الطاهرة، وجمیع هذه الخطوط والعلامات تنتهی إلى نقطة واحدة، وهی لا تقلّل مِن شأن توحید الذات والصفات.

وهُناک قسم مِن هذهِ الأسماء ذو أهمیة وعظمة أکثر، حیث تعطینا معرفةً ووعیاً أعظم، تسمّى فی القرآن الکریم وفی الرّوایات الإسلامیة، بالأسماء الحسنى، وهُناک روایة معروفة عن رسول الهدى (صلى الله علیه وآله) ما مضمونها: «إنّ لله تسعاً وتسعین اسماً، مَن أحصاها دخل الجنّة».

وهناک شرح مُفصل للأسماء الحسنى، والأسماء التسعة والتسعین بالذات، أوردناه فی نهایة الحدیث عن الآیة 180 مِن سورة الأعراف، فی قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه به ).

لکن علینا أن نفهم أنَّ الغرض مِن عَدّ الأسماء الحسنى لیس ذکرها على اللسان وحسب، حتى یصبح الإنسان مِن أهل الجنّة ومستجاب الدعوة، بل إنَّ الهدف هو التخلُّق بهذه الأسماء وتطبیق شذرات مِن هذه الأسماء، مِثل (العالم، والرحمن، والرحیم، والجواد، والکریم) فی وجودنا حتى نصبح مِن أهلِ الجنّة ومستجابی الدعوة.

وَهُناک کلام ینقلهُ الشیخ الصدوق (رحمه الله) فی کتاب التوحید عن هشام بن الحکم جاءَ فیه:

یقول هشام بن الحکم: سألت أبا عبدالله الصادق (علیه السلام) عن أسماء الله عزَّ ذکره واشتقاقها فقلت: الله ممّا هو مشتق؟

قالَ (علیه السلام): «یا هشام، الله مُشتقٌ مِن إله، وإلهٌ یقتضی مألوهاً، والاسمُ غیر المسمّى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد کَفَر ولم یعبدُ شیئاً، ومَن عَبدَ الاسم والمعنى فقد أشرک وعبد الاثنین، ومَن عبد المعنى دونَ الاسم فذاک التوحید. أفهمت یا هشام؟».

قال هشام: قلتُ: زدنی.

قالَ (علیه السلام): «لله عزَّوجلّ تسعةٌ وتسعون اسماً، فلو کانَ الاسمُ هو المسمى لکان کلُّ اسم مِنها هو إلهاً، ولکن الله عزَّوجلّ معنىً یدلُّ علیه بهذه الأسماء وکُلُّها غیره. یا هشامُ، الخبزُ اسمٌ للمأکول، والماء اسمٌ للمشروب، والثوب اسمٌ للملبوس، والنار اسم للمحرق» (2) .

والآن لنعد إلى الآیات. ففی نهایة الآیة التی نبحثها نرى المشرکین یتحدّثون عن صلاة رسول الله (صلى الله علیه وآله) ویقولون: إنَّهُ یؤذینا بصوته المرتفع فی صلاته وعبادته، فما هذه العبادة؟ فجاءت التعلیمات لرسول الله (صلى الله علیه وآله) عبر قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتک ولا تخافت بها وابتغ بین ذلک سبیل ).

لذلک فإنَّ الآیة أعلاه لا علاقة لها بالصلوات الجهریة والإخفاتیة فی اصطلاح الفقهاء، بل إنَّ المقصود مِنها یتعلق بالإفراط والتفریط فی الجهر والإخفات، فهی تقول: لا تقرأ بصوت مرتفع بحیث یشبه الصراخ، ولا أقل مِن الحد الطبیعی بحیث تکون حرکة شفاه وحسب ولا صوت فیها.

أسباب النّزول الواردة ـ حول الآیة ـ التی یرویها الکثیر مِن المفسّرین نقلا عن ابن عباس تؤیِّد هذا المعنى.

وهُناک آیات عدیدة مِن طُرق أهل البیت نقلا عن الإمام الباقر والصادق (علیهما السلام) تؤیّد هذا المعنى وتشیر إلیه(3) .

لذا فإنّا نستبعد التفاسیر الاُخرى الواردة حول الآیة.

أمّا ما هو حد الإعتدال، وما هو الجهر والإخفات المنهی عنهما؟ الظاهر أنَّ الجهر هو بمعنى (الصُراخ)، و(الإخفات) هو مِن السکون بحیث لا یسمعهُ حتى فاعله.

وفی تفسیر علی بن إبراهیم عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنَّهُ قالَ فی تفسیر الآیة: «الجهر بها رفع الصوت، والتخافت بها ما لم تُسمع نفسک، واقرأ بین ذلک» (4) .

أمّا الإخفات والجهر فی الصلوات الیومیة، فهو ـ کما أشرنا لذلک ـ لهُ حکم آخر، أو مفهوم آخر، أی لهُ أدلة مُنفصلة، حیثُ ذکرها فقهاؤنا رضوان الله علیهم فی (کتاب الصلاة) وبحثوا عنها.


1. بحارالانوار، ج 68، ص 23.
2. توحید الصدوق نقلا عن تفسیر المیزان ذیل الآیة مورد البحث.
3. یمکن مُراجعة تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 233 فما بعد.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 234.
سبب النّزول بحث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma