1ـ صلاة اللّیل عبادة روحیة عظیمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
الفناء نهایة الباطل: 2ـ ما هو المقام المحمود؟

إنَّ التأثیرات المختلفة لضوضاء الحیاة الیومیة تؤثّر على الإنسان وعلى أفکاره وتجرّه إلى ودیان مُختلفة بحیث یصعب معها تهدئة الخاطر، وصفاء الذهن، والحضور الکامل للقلب فی مثل هذا الوضع. أمّا فی منتصف اللیل وعند السحر عندما تهدأ ضوضاء الحیاة المادیة، ویرتاح جسم الإنسان، وتهدأ روحه بعد فترة مِن النوم، فإنَّ حالةً مِن التوجّه والنشاط الخاص تُخالج الإنسان، فی مثل هذا المحیط الهادیء والبعید عن کلّ أنواع الریاء، مع حضور القلب، یعیش الإنسان حالة خاصّة قادرة على تربیته وتکامل روحه.

لهذا السبب نرى أنّ عباد الله ومحبیه ینهضون إلى التعبُّد فی منتصف اللیل، لأنَّهُ یزکّی أرواحهم، ویحیی قُلوبهم، ویقوی إرادتهم، ویکمل إخلاصهم.

وفی بدایة عصر الإسلام کان رسول الله (صلى الله علیه وآله) یستفید مِن هذا البرنامج الروحی فی تربیة المسلمین، وکان یبنی شخصیاتهم بحیث کانوا یتغیّرون تماماً عمّا کانوا علیه فی السابق، یعنی أنَّهُ (صلى الله علیه وآله) کان یجعل مِنهم شخصیات جدیدة ذات إرادة قویّة وشجاعة، ومؤمنین ذوی إخلاص ونقاء.

وقد یکون (المقام المحمود) ـ الذی ورد ذکره فی الآیات أعلاه نتیجة لصلاة اللیل، إشارة لهذه الحقیقة.

وعندما نبحث الرّوایات الواردة فی المصادر الإسلامیة عن فضیلة صلاة اللیل ـ نرى أنّها توضّح هذه الحقیقة. وعلى سبیل المثال یمکن أن نقف مع هذه النماذج:

عن الرّسول (صلى الله علیه وآله) قال: «خیرکم مَن أطابَ الکلام وأطعم الطعام وصلّى باللیل والناس نیام» (1) .

وعن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)، أنَّهُ قال: «قیام اللیل مصحة للبدن، ومرضاة للرّب عزَّوجلّ، وتعرّض للرحمة، وتمسک بأخلاق النّبیین» (2) .

وعن الإمام الصادق (علیه السلام) أنَّهُ أوصى أحد أصحابه بقوله: «لا تدع قیام اللیل فإنَّ المغبون مَن حُرِمَ قیام اللیل» (3) .

وعن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: «مَن صلّى باللیل حَسُنَ وجههُ بالنهار» (4) .

ونقرأ فی بعض الرّوایات أنّ هذه العبادة (صلاة اللیل) على قدر مِن الأهمّیة بحیث إنَّ غیر الطاهرین والمحسنین لا یوفّقون إلیها.

جاء رجل إلى أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) وقال لهُ: إنّی محروم مِن صلاة اللیل، فأجابه (علیه السلام): «أنت رجل قد قیّدتک ذنوبک» (5) .

فی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) قال: «إنَّ الرجل لیکذب الکذبة ویحرم بها صلاة اللیل، فإذا حرم بها صلاة اللیل حُرِمَ بها الرّزق» (6) .

وبالرغم مِن أنّنا نعلم أنّ شخصاً مِثل علی بن أبی طالب لا یترک صلاة اللیل أبداً، ونظراً لأهمیّة هذه الصلاة نرى رسول الله (صلى الله علیه وآله) أوصاهُ بها فی جملة مِن وصایاه لهُ، إذ قال له (صلى الله علیه وآله): «أوصیک فی نفسک بخصال فاحفظها، ثمّ قال: اللهم أعنهُ... وعلیک بصلاة اللیل، وعلیک بصلاة اللیل، وعلیک بصلاة اللیل!» (7) .

وعن الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) أنَّهُ قال لجبرئیل (علیه السلام): عظنی، فقال جبرائیل لرسول الله (صلى الله علیه وآله): یا محمّد، عش ما شئت فإنّک میت، وأحبب ما شئت فإنّک مفارقه، واعمل ما شئت فإنّک ملاقیه، واعلم أنَّ شرف المؤمن صلاته باللیل، وعزَّه کفّه عن أعراض النّاس» (8) .

إنَّ هذه الوصایا الملکوتیة لجبرائیل تدل على أنَّ صلاة اللیل تضفی على الإنسان من الإیمان والروحانیة وقوة الشخصیة ما یکون سبباً فی شرفه کما أن کفّه الاذى عن الآخرین یکون سبباً فی عزّته.

عن الإمام الصّادق (علیه السلام) قال: «ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزینة فی الدنیا والآخرة، الصّلاة فی آخر اللیل ویأسه ممّا فی أیدی الناس وولایة الإمام من  آل محمّد».

10ـ عن الإمام الصادق (علیه السلام) قوله: «ما مِن عمل حسن یعملهُ العبد إلاَّ ولهُ ثواب فی القرآن إلاَّ صلاة اللیل، فإنَّ الله لم یبیّن ثوابها لعظیم خطرها عنده فقال: تتجافى جنوبهم عن المضاجع یدعون ربّهم خوفاً وطمعاً وممّا رزقناهم یُنفقون فلا تعلم نفسٌ ما أخفی لهم مِن قرة أعین جزاءً بما کانوا یعملون» (9) .

ولصلاة اللّیل - بالطبع - آداب کثیرة، وَلکن لا بأس أن نذکر هُنا أبسط شکل لها، حتى یستطیع عشّاق وَمحبّو هَذِهِ العبادة الروحیة العمل بها والإستفادة مِنها:

وإنّ صلاة اللیل تتکون بأبسط صورها مِن 12 رکعة، وهی مقسّمة إلى ثلاثة أقسام هی:

) أربع صلوات، ذات رُکعتین، یکون مجموعها ثمانی رُکعات وتسمّى (نافلة اللیل).

ب) صلاة واحدة ذات رکعتین، وتسمّى بـ (الشفع).

ج) صلاة واحدة ذات رکعة واحدة، وتسمّى بـ (الوتر).

أمّا طریقة أداء هذه الصلاة فهی لا تختلف عن صلاة الصبح، إلاَّ أنّها  لا تحتوی على الأذان والإقامة، والأفضل إطالة قنوت رکعة الوتر(10) .


1. بحار الأنوار، ج 87، ص 142 ـ 148.
2. المصدر السّابق.
3. المصدر السّابق.
4. المصدر السّابق.
5. بحار الأنوار، ج 87، ص 142 ـ 148.
6. المصدر السّابق.
7. وسائل الشیعة، ج 5، ص 268.
8. المصدر السابق، ص 269.
9. بحار الأنوار، ج 87، ص 140.
10. بعض الفقهاء یحتاطون بعدم قراءة القنوت فی رُکعتی الشفع أو قراءتها بأمل الرجاء.
الفناء نهایة الباطل: 2ـ ما هو المقام المحمود؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma