بدایة قصّة أصحاب الکهف:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
أسباب النّزول بحوث

فی الآیات السابقة کانت هُناک صورة للحیاة الدنیا، وکیفیة اختبار الناس فیها، ومسیر حیاتهم علیها، ولأنَّ القرآن غالباً ما یقوم بضرب الأمثلة للقضایا الحسَّاسة، أو أنَّهُ یذکر نماذج مِن التاریخ لتجسید الوعی بالقضیة، لذا قام فی هذه السورة بتوضیح قصّة أصحاب الکهف، وعبرَّت عنهم الآیات بأنّهم (أنموذج) أو (أسوة).

إنّهم مجموعة من الفتیة الأذکیاء المؤمنین، الذین کانوا یعیشون فی ظل حیاة مُترفة بالزّینة وأنواع النعم، إلاَّ أنّهم انسلخوا مِن کلّ ذلک لأجل حفظ عقیدتهم وللصراع ضدّ الطاغوت ـ طاغوت زمانهم ـ وذهبوا إلى غار خال مِن جمیع أشکال الزّینة والنعم، وقد أثبتوا بهذا المسلک أمر استقامتهم فی سبیل الإیمان والثبات علیه.

المُلفت للنظر أنَّ القرآن ذکر فی البدایة قصّة هذه المجموعة مِن الفتیة بشکل مجمل، مستخدماً بذلک أحد اُصول فن الفصاحة والبلاغة، وذلک لِتهیئة أذهان المستمعین ضمن أربع آیات، ثمّ بعد ذلک ذکر التفاصیل فی 14 آیة.

فی البدایة یقول تعالى: (أم حسبت أنَّ أصحاب الکهف والرقیم کانوا مِن آیاتنا عجب ). إنَّ لنا آیات أکثر عجباً فی السموات والأرض، وإنّ کلّ واحد منها نموذج لعظمة الخالق جلَّ وعلا، وفی حیاتکم ـ أیضاً ـ أسرار عجبیة تُعتبر کلّ واحدة مِنها علامة على صدق دعوتک، وفی کتابک السماوی الکبیر آیات عجیبة کثیرة، وبالطبع فإنَّ قصّة أصحاب الکهف لیست بأعجب مِنها.

أمّا لماذا سمیت هذه المجموعة بأصحاب الکهف؟ فذلک یعود إلى لجوئهم إلى الغار کی یُنقذوا أنفسهم، کما سیأتی ذلک لاحقاً إن شاء الله.

أمّا «الرقیم» ففی الأصل مأخوذة مِن (رقم) وتعنی الکتابة(1) ، وحسب اعتقاد أغلب المفسّرین فإنَّ هذا هو اسم ثان لأصحاب الکهف، لأنَّهُ فی النهایة تمّت کتابة أسمائهم على لوحة وُضعت على باب الغار.

البعض یرى أنَّ «الرقیم» اسم الجبل الذی کان فیه الغار.

والبعض الآخر اعتبر ذلک إسماً للمنطقة التی کان الجبل یقع فیها.

أمّا بعضهم فقد اعتبر ذلک إسماً للمدینة التی خرجَ مِنها أصحاب الکهف، إلاَّ أنَّ المعنى الأوّل أکثر صحة کما یظهر.

أمّا ما احتملهُ البعض مِن أنَّ أصحاب الرقیم هم مجموعة اُخرى غیر أصحاب الکهف، وتنقل بعض المرویات قصّة تختص بهم، فالظاهر أنَّ هذا الرّأی لا یتناسب مع الآیة، لأنَّ ظاهر الآیة یدل على أنَّ أصحاب الکهف والرقیم کانوا مجموعة واحدة، لذلک وبعد ذکر العنوانین تذکر السورة قصّة أصحاب الکهف  ولا تذکر غیرهم. وهذا بنفسه دلیل على الوحدة.

وفی الرّوایات المعروفة الواردة فی تفسیر نور الثقلین فی ذیل الحدیث عن الآیة، نرى أنَّ الأشخاص الثلاثة الذین دخلوا الغار قد دعوا الله بأخلص ما عملوه لوجهه تعالى أن یُنجیهم مِن محنتهم، ولکن هذه الرّوایات لا تتحدث عن أصحاب الرقیم بالرغم مِن أنَّ بعض کُتب التّفسیر قد تعرَّضت لهم.

على أیّة حال یجب أن لا نتردَّد فی أنَّ هاتین المجموعتین (أصحاب الکهف والرقیم) هم مجموعة واحدة، وأنَّ سبب نزول الآیات یعضد هذه الحقیقة.

ثمّ تقول الآیات بعد ذلک: (إذ أوى الفتیة إلى الکهف ) وعندما انقطعوا عن کلّ أمل توجّهوا نحو خالقهم: (فقالوا ربّنا آتنا مِن لدنک رحمة ) ثم: (وهیّئ لنا مِن أمرنا رشد ). أی أرشدنا إلى طریق یُنقذنا مِن هذا الضیق ویقرّبنا مِن مرضاتک وسعادتک، الطریق الذی فیه الخیر والسعادة وإطاعة أوامر الله تعالى. وقد إستُجیبت دعوتهم: (فضربنا على آذانهم فی الکهف سنین عدد ).

(ثمّ بعثناهم لِنعلم أىّ الحزبین أحصى لما لبثوا أمد ).


1. یقول الراغب فی المفردات: إنَّ «رقم» (على وزن زخم) تعنی الخط الخشن والواضح، والبعض اعتبره النقطة فی خط. وفی کلّ الأحوال إنَّ (رقیم) تعنی الکتاب أو اللوح أو الرسالة التی یُکتب فیها شیئاً.
أسباب النّزول بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma