4ـ هل أنَّ قصّة أصحاب الکهف علمیّة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
3ـ الجوانب التربویة لقصّة أهل الکهف حالة السُبات:

مِن المسلَّم به أنَّ قصّة أصحاب الکهف لم تکن مذکورة فی أىّ مِن الکتب السماویة السابقة (سواء الکتب الأصلیة أو المحرّفة الموجودة الآن) ویجب أن  لا تذکر، لأنَّ الحادثة ـ طبقاً للتاریخ العام ـ کانت قد وقعت فی القرون التی تلت ظهور المسیح عیسى (علیه السلام).

إنَّ حادثة أصحاب الکهف وقعت فی زمان «دکیوس» (التی تُعرَّب بدیقیانوس) حیثُ تعرّض المسیحیون فی عصره إلى تعذیب شدید.

ویقول المؤرخون الأوربیون: إنَّ هذه الحادثة وقعت فی الفترة مِن 249 ـ 251 میلادی، وبذلک یَرى هؤلاء المؤرخون أنَّ مدّة نوم أصحاب الکهف لم تستغرق سوى 157 سنة، ویطلقون علیهم لقب (النائمون السبعة لأفسوس) فی حین أنّهم یُعرفون بیننا بأصحابِ الکهف(1) .

والآن لنتعرف أین تقع (أفسوس) هذه؟ وَمَن أوّل عالم کتب کتاباً عن قصّة هؤلاء السبعة النائمین؟ وفی أىّ قرن حصلَ ذلک؟

(أفسوس) أو (أفسس) بضم الألف والسین، هی واحدة مِن مدن آسیا الصغرى (ترکیا الحالیة التی هی جزء مِن مملکة الروم الشرقیة القدیمة) وتقع بالقرب مِن نهر (کاستر) وعلى بعد (40) میلا تقریباً جنوب شرقی (أزمیر) حیثُ کانت عاصمة الملک (الونى).

وقد اشتهرت (أفسوس) بسبب معبدها الوثنی المعروف بـ «أرطامیس» الذی یُعتبر أحد عجائب الدنیا السبع(2) .

ویقولون: إنَّ قصّة أصحاب الکهف شُرحت لأوّل مرّة فی رسالة باللغة السریانیة کتبها عالم مسیحی یسمى (جاک) الذی کان رئیساً للکنیسة السوریة، وذلک فی القرن الخامس المیلادی، ثمّ شخص آخر یسمّى «جوجویوس» بترجمة تلک الرسالة إلى اللاتینیة وسمّها بــ «جلال الشهداء» (3) . وهذا الامر یُبیِّن أنَّ الحادثة کانت معروفة بین المسیحیین قبل قرن أو قرنین مِن ظهور الإسلام، وکانت الکنائس تهتمّ بها.

بالطبع بعض أحداث هذه القصّة ـ مثل مدّة نوم أصحاب الکهف ـ تختلف عمّا ورد فی المصادر الإسلامیة، فالقرآن یقول ـ وبصراحة ـ بأنَّ نومهم کان 309 سنة.

مِن جانب ثان وطبقاً لما ینقلهُ یاقوت الحموی فی معجم البلدان المجلد الثّانی صفحة 806 وطبقاً لما ینقلهُ «ابن خردادبه» فی کتاب «المسالک والممالک» صفحة 106 ـ 110 وطبقاً ـ أیضاً ـ لما یقوله أبوریحان البیرونی فی الصفحة 290 مِن کتاب «الآثار الباقیة»: إنَّ مجموعة مِن السوّاح القدماء قد وجدوا غاراً فی مدینة (آبس) فیه بعض الأجساد المتیبّسة، وقد احتملوا أنّ هذه الآثار تتعلّق بقصّة أصحاب الکهف.

مِن سیاق الآیات القرآنیة فی سورة الکهف، وأسباب النّزول المذکورة فی المصادر الإسلامیة، نستفید أنَّ الحادثة کانت أیضاً معروفة بین علماء الیهود، وأنّها کانت عندهم حادثة تأریخیة مشهورة. وبذلک یتّضح ـ بدقة ـ أنَّ قصّة النوم الطویل لأصحاب الکهف وردت فی المصادر التأریخیة للأقوام المختلفة.(4)

وهنا قد یشک البعض فی طول المدّة التی قضاها أصحاب الکهف فی نومهم، ویعتبر أنَّ ذلک لا ینطبق مع المعاییر العلمیة، لذلک یضعها فی قسم الأساطیر والقصص الخرافیة (!!) والذرائع التی یستند إلیها هؤلاء هی:

أوّلا: إنَّ هذا العمر الطویل أمرٌ غیر مألوف فی حیاة الأشخاص العادیین المستیقظین، فکیف یصح تصوّره لناس نیام؟!

ثانیاً: إذا اقتنعنا بهذا العمر الطویل بالنسبة للأشخاص العادیین الذین یُمارسون الحیاة بشکل طبیعی، فإنَّ ذلک غیر ممکن بالنسبة للنائمین، لأنَّ هُناک مُشکلة الطعام والشراب، إذ کیف یمکن للإنسان أن یبقى طیلة هذه المدّة بدون طعام أو شراب، وإذا افترضنا مثلا أنَّ الإنسان یحتاج یومیاً إلى کیلو غرام واحد مِن الطعام أو لتر واحد مِن الماء، فإنَّ أصحاب الکهف کانوا بحاجة، أثناء نومهم، إلى 100 طن مِن الطعام و100000 لتر مِن الماء، ومِن الطبیعی أنَّ الجسم  لا یستطیع خزن کلّ هذه الأحجام والکمّیات مِن الماء والطعام.

ثالثاً: إذا تجاوزنا کلّ الاُمور السابقة، فسوف تکون أمامنا مُشکلة جدیدة، وهی أنّ جسم الإنسان لا یستطیع أن یبقى کلّ هذه الفترة الطویلة مِن دون أن تتأثَّر أجهزته وتتضرّر بأضرار فادحة.

إنَّ هذه الاُمور قد تبدو للوهلة الاُولى مانعاً مِن التصدیق بقصّة أصحاب الکهف، فی حین أنَّ الأمر لیسَ کذلک، إذ یُمکن مُناقشة الاُمور السابقة وفقاً لما یلی:

أوّلا: لا تعتبر قضیة العمر الطویل قضیة غیر علمیة، حیثُ إنّنا نعلم أنَّ طول عمر أىّ کائن حی لیسَ لها مِن الوجهة العلمیة میزان ثابت مِن حیث المدّة والعمر، بحیث یکون موت الکائن عندَ هذا الحد المُفترض أمراً حتمیاً.

بعبارة اُخرى: صحیح أنَّ الطاقة الجسمیة للإنسان مهما بلغت فهی محدودة ولا بدَّ أن تنتهی، إلاّ أنّ هذا الکلام لا یعنی أنَّ جسم الإنسان ـ أو أىّ کائن حی آخر ـ لیست لهُ قابلیة البقاء أکثر مِن المقدار المألوف والمتعارف علیه.

أی إنّ المسألة لیست کالقوانین الطبیعیة، فمثلا الماء یغلی فی درجة حرارة 100 مئویة ویتجمّد فی درجة الصفر المئوی، فکذلک الإنسان إذا وصل إلى عمر المائة سنة أو المائة وخمسین سنة فإنَّ قلبه سیتوقف عن العمل.

إنَّ المسألة لیست على هذه الشاکلة، بل إنَّ میزان طول عمر الکائنات الحیّة یرتبط ارتباطاً کبیراً بوضعهم المعیشی، فعندما تتغیَّر الظروف بالکامل تکون الموازین قابلة للتغییر هی الاُخرى.

والدلیل على ما نقول، هو أنّنا لم نَر أحداً مِن علماء العالم قد حدَّدَ میزاناً معیّناً لعمر الإنسان، ومِن جانب ثان استطاعوا مِن خلال تجارب مختبریة مِن زیادة عمر بعض الکائنات إلى الضعفین، أو الثلاثة فی بعض الأحیان، واستطاعوا فی أحیان اُخرى أن یفعلوا ذلک بنسبة 12 مرّة أو أکثر قیاساً للعمر المألوف.

والیوم فإنَّ هؤلاء العلماء یأملون بأنّ الإنسان یمکنهُ ـ فی المستقبل ومع ظهور أسالیب علمیة جدیدة ـ أن یعیش عدَّة أضعاف عمره الطبیعی.

هذا فیما یخصّ أصل قضیة طول العمر.

ثانیاً: أمّا فیما یخصّ الطعام والشراب أثناء فترة النوم الطویل، فنقول: إنَّ نوم أصحاب الکهف لو کان عادیاً وطبیعیاً فنستطیع عندها أن نقبل بالإشکالات والإعتراضات السابقة. أمّا مِن الوجهة العلمیة فإنَّ الأصول العلمیة تقول: إنَّ حاجة الجسم إلى الطاقة الغذائیة أثناء النوم أقل مِن حاجته إلیها فی الیقظة، إلاَّ أنَّ الجسم مع ذلک لا یستطیع أن یدَّخر ما یلزمه مِن طاقة غذائیة لنوم طویل کنوم أصحاب الکهف.

وهنا ینبغى الإلتفات إلى أنَّ هناک أنواعاً مِن النوم فی عالم الطبیعة تکون فیها حاجة الجسم إلى الغذاء قلیلة للغایة، کما فی حالة السُبات مثلا.


1. اعلام القرآن، ص 153.
2. اقتباس عن قاموس الکتاب المقدّس، ص 87.
3. أعلام القرآن، ص 154.
4. المعاد وعالم الآخرة، ص 163 ـ 165.
3ـ الجوانب التربویة لقصّة أهل الکهف حالة السُبات:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma