لم یُؤمنوا رغم الآیات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 101 ـ 104 1ـ المقصود مِن الآیات التسع

قبل بضعة آیات عرفنا کیف أنَّ المشرکین طلبوا اُموراً عجیبة غریبة من الرّسول (صلى الله علیه وآله)، وبما أنَّ هدفهم ـ باعترافهم هم أنفسهم ـ لم یکن لأجل الحق وطلباً له، بل لأجل التذرُّع والتحجّج والتعجیز، لذا فإنَّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) ردّ علیهم ورفض الإنصیاع إلى طلباتهم.

وهذه الآیات ـ التی نبحثها ـ فی الحقیقة تقف على نماذج للاُمم السابقة ممَّن شاهدوا أنواع المعاجز والأعمال غیر العادیة، إلاَّ أنّهم استمروا فی الإنکار وعدم الإیمان.

فی البدء یقول تعالى: (ولقد آتینا موسى تسع آیات بیّنات ). سنشیر فی نهایة هذا البحث إلى هذه الآیات التسع وماهیّتها.

ولأجل التأکید على الموضوع اسأل ـ والخطاب مُوجّه إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) ـ بنی إسرائیل (الیهود) أمام قومک المعارضین والمنکرین: (فاسأل بنی إسرائیل إذ جاءهم ).

إلاَّ أنّ الطاغیة الجبّار فرعون ـ برغم الآیات ـ لم یستسلم للحق، بل أکثر مِن ذلک إتّهم موسى (فقال لهُ فرعونُ إنّی لأظنّک یا موسى مسحور ).

وفی بیان معنى «مسحور» ذکر المفسّرون تفسیرین، فالبعض قالوا: إنّها تعنی الساحر بشهادة آیات قرآنیة اُخرى تقول: بأنَّ فرعون وقومه اتّهموا موسى بالساحر، ومثل هذا الاستخدام وارد ولهُ نظائر فی اللغة العربیة، حیثُ یکون اسم المفعول بمعنى الفاعل، کما فی (مشؤوم) التی یمکن أن تأتی بمعنى «شائم» و(میمون) بمعنى «یامن».

ولکن قسم آخر مِن المفسّرین أبقى کلمة «مسحور» بمعناها المفعولی والتی تعنی الشخص الذی أثَّر فیه الساحر، کما یُستفاد مِن الآیة 39 مِن سورة الذاریات التی نسبت السحر إلیه، والجنون أیضاً، (فتولّى بِرُکنه وقال ساحرٌ أو مجنون ).

على أی حال، فإنَّ التعبیر القرآنی یکشف عن الاُسلوب الدعائی التحریضی الذی یستخدمهُ المستکبرون ویتّهمون فیه الرجال الإلهیین بسبب حرکتهم الإصلاحیة الربانیة ضدَّ الفساد والظلم، إذ یصف الظالمون والطغاة معجزاتهم بالسحر أو ینعتونهم بالجنون کی یُؤثّروا مِن هذا الطریق فی قلوب الناس ویفرّقوهم عن الأنبیاء.

ولکن موسى (علیه السلام) لم یسکت أمام اتّهام فرعون له، بل أجابهُ بلغة قاطعة یعرف فرعون مغزاها الدقیق، إذ قالَ لهُ: (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلاّ ربَّ السّماوات والأرض بَصائر ).

لذا فإنّک ـ یا فرعون ـ تعلم بوضوح أنَّک تتنکّر للحقائق، برغم علمک بأنّها مِن الله! فهذه «بصائر» أی أدلة واضحة للناس کی یتعرّفوا بواسطتها على طریق الحق، وعندها سیسلکون طریق السعادة، وبما أنّک ـ یا فرعون ـ تعرف الحق وتنکره، لذا: (وإنّی لأظنّک یا فرعون مثبور ).

(مثبور) مِن (ثبور) وتعنی الهلاک.

ولأنَّ فرعون لم یستطع أن یقف بوجه استدلالات موسى القویّة، فإنَّهُ سلک طریقاً یسلکهُ جمیع الطواغیت عدیمی المنطق فی جمیع القرون وکافّة الأعصار، وذاکَ قوله تعالى: (فأراد أن یستفزَّهم مِن الأرض فأغرقناه ومَن معهُ جمیع ).

«یستفز» مِن «استفزاز» وتعنی الإخراج بقوّة وعنف.

ومِن بعد هذا النصر العظیم: (وقلنا مِن بعده لبنی إسرائیل اسکنوا الأرض فإذا جاءَ وعد الآخرة جئنا بکم لفیف ). فتأتون مجموعات یوم القیامة للحساب.

«لفیف»مِن مادة «لفَّ» وهنا تعنی المجموعة المتداخلة المعقَّدة بحیث  لا یعرف الأشخاص، ولا مِن أىّ قبیلة هُم!

سورة الإسراء / الآیة 101 ـ 104 1ـ المقصود مِن الآیات التسع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma