وَردت فی فضیلة سورة الإسراء وأجرها أحادیث کثیرة عن الرّسول (صلى الله علیه وآله) وَعن الإمام الصادق (علیه السلام).
فعن الإمام الصادق (علیه السلام) قوله: «من قرأ سورة بنی إسرائیل فی کل لیلة جمعة لم یمت حتى یدرک القائم ویکون من أصحابه».(1)
وبالنسبة لثواب قراءة سور القرآن الکریم والرّوایات التی تتحدث عن فضائلها، ینبغی أن یلاحظ أنّ ملاک الأمر لا یتعلق بمجرّد القراءة وحسب، وإنّما ـ کما قلنا مراراً ـ أنَّ التلاوة ینبغی أن تقترن بالتفکّر فی معانیها والتأمُّل فی مفاهیمها، وینبغی أن یعقب ذلک جمیعاً العمل بها، وتحویلها إلى قواعد یسترشدها الإنسان المسلم فی سلوکه.
خصوصاً وإنّنا نقرأ فی واحدة من الرّوایات التی تتحدث عن فضیلة هَذِهِ السورة ما نصه: «فرقّ قلبه عند ذکر الوالدین». أی إنّ هناک أثر ترتَّب على القراءة، وقد تمثّل هنا بموجة مِن الأحاسیس النّبیلة والحبّ والمودّة للوالدین.(2)
إذاً، ألفاظ القرآن تملک ولا شک قیمة واحتراماً بحدّ ذاتها، إلاّ أنَّ هذه الألفاظ هی مقدمة للوعی الفکری الصحیح، کما أنَّ الوعی الفکری الإیمانی الصحیح هو مقدمة للعمل الصالح.