تسبیح الکائنات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
دلیل التمانع: الجواب على السؤال:

تذکر الآیات القرآنیة الُمختلفة تسبیح وَحمد جمیع موجودات عالم الوجود لله تعالى، وإنَّ أکثر الآیات صراحة بهذا الخصوص هی الآیة التی نبحثها والتی تذکر لنا ـ بدون استثناء ـ أنَّ جمیع الموجودات فی العالم ـ الأرض والسماء، النجوم والفضاء، الأناس والحیوانات وأوراق الشجر، وَحتى الذرّات الصغیرة تشترک جمیعاً فی هَذا التسبیح والحمد العام.

یبیّن القرآن الکریم أنَّ عالم الوجود قطعة واحدة مِن التسبیح والحمد، وأنَّ کلّ موجود یؤدّی هَذا التسبیح وَیقوم به بشکل معیّن وَیثنی على الباری عزَّوجلّ، وأنَّ أزیر هَذا التسبیح والحمد یملأ عالم الوجود المترامی الأطراف، ولکن الجهلاء لا یستطیعون سماع هَذا الأزیر، بعکس المستبصرین المتأمّلین والعلماء الذین أضاءَ الله قلوبهم وأرواحهم بنور الإیمان، فإنَّ هَؤلاء یسمعون هَذا الصوت من جمیع الجهات بشکل جیِّد.

هُناک کلام کثیر بین العلماء والمفسّرین والفلاسفة حول تفسیر حقیقة هَذا الحمد والتسبیح، فبعضهم اعتبر الحمد والتسبیح (حالا) والبعض الآخر (قولا)، أمّا خلاصة أقوالهم فهی:

البعض یعتقد أنَّ جمیع ذرّات الوجود فی هَذا العالم لها نوع مِن الإدراک والشعور، سواء کانت هَذِهِ الموجودات عاقلة أم غیر عاقلة، وَهِی تقوم بالتسبیح والحمد فی نطاق عالمها الخاص، بالرغم مِن أنّنا لا نستطیع إدراک ذلک أو الإحساس بهَذا الحمد والتسبیح وَسماعه، آیات کثیرة تؤکّد هَذا المعنى مِنها الآیة 74 مِن سورة البقرة واصفة الحجارة أو نوع مِنها: (وانَّ مِنها لما یهبط مِن خشیة الله ). ثمّ قوله تعالى فی الآیة 11 مِن سورة فصِّلت: (فقالَ لها وللأرض ائتیا طوعاً أو کرهاً قالتا أتینا طائعین ).

الکثیر یعتقد أنَّ هَذا التسبیح والحمد هو على شاکلة ما نسمیه بـ «لسان الحال» وَهو حقیقی غیرمجازی إلاَّ أنّهُ بلسان الحال وَلیس بالقول. (تأمّل ذلک).

ولتوضیح ذلک نقول: قد یحدث أن نشاهد آثار عدم الإرتیاح والألم، وَعدم النوم فی وَجه أو عینی شخص ما وَنقول له: بالرغم مِن أنّک لم تتحدث عن شیء مِن هَذا القبیل، إلاّ أنّ عینیک تقولان بأنّک لم تنم اللیلة الماضیة، وَوجهک یؤکّد بأنّک غیر مرتاح ومتألم! وَقد یکون لسان الحال مِن الوضوح بدرجة أنَّهُ یُغطّی على لسان القول لو حاول التستر علیها بالسکوت.

وَهَذا هو المعنى الذی صرّح به أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) بقوله: «ما أضمر أحد شیئاً إلاَّ ظهر فی فلتات لسانه وصفحات وَجهه» (1) .

مِن جانب آخر هل یمکن التصدیق بأنَّ لوحة فنیّة جمیلة للغایة تدل على ذوق وَمهارة رسّامها، لا تمدحه أو تثنی علیه؟ وهل یمکن انکار ثناء دواوین أشعار أساطین الشعر والادب وتمجیدها لقرائحهم واذواقهم الرفیعة؟.. أو یمکن انکار أنّ بناءً عظیماً أو مصنعاً کبیراً أو عقولا الکترونیة معقّدة أو أمثالها، أنّها تمدح صانعها وَمُبتکرها بلسان حالها غیر الناطق؟

لذا یجب التصدیق والتسلیم بأنَّ عالم الوجود العجیب ذا الأسرار المتعدِّدة والعظمة الکبیرة، والجزئیات العدیدة الُمحیِّرة، یقوم بتسبیح وَحمد الخالق عزَّوجلّ، ألیس «التسبیح» سوى التنزیه عن جمیع العیوب؟ فنظام عالم الوجود ناطق بأنَّ خالقهُ لیسَ فیه أىّ نقص أو عیب.

ثمّ هل «الحمد» سوى بیان الصفات الکمالیة؟ فنظام الخلق والوجود کلّه یتحدث عن الصفات الکمالیة للخالق وعلمه وَقدرته اللامتناهیة وَحکمته الوسیعة.

خاصّة وأنَّ تقدّم العلوم البشریة وکشف بعض أسرار وَخفایا هَذا العالم الواسع، توضّح هَذا الحمد والتسبیح العام بصورة أجلى، فالیوم مثلا ألّف علماء النبات المؤلفات العدیدة عن أوراق الأشجار، وَخلایا هَذِهِ الأوراق، وَالطبقات السبع الداخلة فی تکوینها، والجهاز التنفسی لها، وَطریقة التغذیة وَسائر الاُمور الاُخرى التی تتصل بَهذا العالم.

لذلک، فإنَّ کلّ ورقة توحّد الله لیلا وَنهاراً، وَینتشر صوت تسبیحها فی البساتین والغابات، وَفوق الجبال وَفی الودیان، إلاَّ أنَّ الجهلاء لا یفقهون ذلک، وَیعتبرونها جامدة لا تنطق.

إنَّ هَذا المعنى للتسبیح والحمد الساری فی جمیع الکائنات یمکن درکه تماماً، وَلیست هُناک حاجة لأن نعتقد بوجود إدراک وَشعور لکل ذرّات الوجود، لأَنَّه لا یوجد دلیل قاطع على ذلک، والآیات السابقة یحتمل أن یکون مقصودها التسبیح والحمد بلسان الحال.


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 26.
دلیل التمانع: الجواب على السؤال:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma