ستةُ أحکام مهمّة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 31 ـ 35 فلسفة تحریم الزنا:

فی متابعة للأحکام الإسلامیة التی أثارتها الآیات السابقة، تتحدَّث هذه الآیات عن ستةِ أحکام إسلامیة اُخرى وردت فی ست آیات، بعبارات قصیرة ومعان کبیرة، تأخذُ بلباب القلوب.

أوّلاً: تشیر الآیة إلى عمل قبیح وجاهلی هو مِن أعظم الذنوب، فتنهى عنهُ: (ولا تقتلوا أولادکم خشیة إ ملاق ) فرزق هؤلاء لیس علیکم (نحنُ نرزقکم وإیّاهم ) أمّا علّة الحکم فهی: (إنَّ قتلهم کان خطأ کبیر ).

هذه الآیة تفید أنَّ الوضع الاقتصادی للعرب فی الجاهلیة کان صعباً وسیّئاً. بحیث إنّهم کانوا یقتلون أبناءهم فی بعض الأحیان خوف العیلة والفقر، وهناک کلام بین المفسّرین فیما إذا کانَ العرب فی الجاهلیة یدفنون البنات أحیاء وحسب، أو أنّهم کانوا یقتلون الأبناء أیضاً خوفاً مِن الفقر!

البعض یعتقد أنَّ الآیات تتحدث عن دفن البنت وهی حیَّة، هذا العمل الذی کان شائعاً فی الجاهلیة لسببین:

الأوّل: یتمثل فی الخوف مِن وقوعهن فی الأسر أثناء الحروب، الأمر الذی یجعل الأعراض والنوامیس تحت رحمة العدو.

أمّا الثّانی: فیعود إلى خوفهم مِن الفقر وعدم تمکنهم مِن توفیر المؤونة للبنات اللاتی لا یقمن بعمل إنتاجی، ویقتصر دورهن على الإستهلاک فقط. صحیح أنَّ الولد فی مطلع حیاته لا ینتج، لکنّه فی عرف عرب الجاهلیة یعتبر رأسمالا ثمیناً، لا یمکن التفریط به.

البعض الآخر من المفسّرین یعتقد أنّ هناک نوعین مِن القتل، النوع الأوّل یشمل البنات، لحفظ الناموس حسب اعتقادهم الخاطیء، أمّا النوع الثّانی فسببهُ الفقر. وهو یشمل البنات والبنین معاً.

ظاهر الآیة یدل على هذا المعنى، لوجود ضمیر الجمع المذکّر فی الآیة فی «قتلهم» وهذا الضمیر یطلق فی اللغة العربیة على الولد والبنت معاً، وبالتالی فإنَّه یستبعد اختصاصه بالبنات وحدهن.

أمّا ما یقال مِن أنَّ الولد قادر على الإنتاج، ویعتبر وجوده رأسمالا للمستقبل، فهذا صحیح فی حال وجود القدرة المالیة، أمّا فی حالة عدم القدرة على تأمین حیاة هؤلاء الأولاد فالرأی الثّانی هو الأصح.

المهم أنَّ هذا التصرف الجاهلی یرتبط بعقیدة وهمیة تقول: إنَّ الأب والاُم هما الرازقان، بینما اللّه سبحانهُ وتعالى یقول: اطردوا هذا التفکیر الشیطانی مِن أذهانکم وابذلوا سعیکم ووسعکم واللّه یؤمّن رزقکم ورزقهم.

وفی الوقت الذی نستغرب فیه ارتکاب الجاهلیین لهذه الجرائم بحقّ النوع البشری، فإنَّ عصرنا الحاضر ـ وفی أکثر مُجتمعاته رُقیّاً وتقدّماً ـ یعید تکرار هذه الجریمة ولکن بأسلوب آخر، إذ أنَّ العملیات الواسعة فی إسقاط الجنین وقتله خوفاً مِن الضائقة المالیة وازدیاد عدد السکان، هی نموذج آخر للقتل، (للمزید راجع تفسیر الآیة 151 مِن سورة الأنعام).

إنَّ تعبیر «خشیة إملاق» إشارة لطیفة إلى الدافع الوهمی الشیطانی ورفضه، حیثُ یُفید التعبیر أنَّ الوهم ومجرّد الخوف هو الذی یتحکم بهذا السلوک المحرَّم. لا الدوافع الحقیقیة.

کما یجب الإنتباه إلى أنَّ «کان» فی (کان خطأً کبیر ) هی فعل ماض، یُفید هنا التأکید على أنَّ قتل الأبناء یعتبر مِن الذنوب العظیمة التی کانت معروفة، منذ القدم بین البشر، وأنَّ الفطرة الإنسانیة السلیمة تحمل دوافع الرفض وإلادانة لِمثل هذا السلوک الذی لا یختص بزمان معیّن دون غیره.

ثانیاً: الآیة التی بعدها تشیر إلى ذنب عظیم آخر هو الزنا (ولا تقربوا الزنا إنَّهُ کان فاحشة وساءَ سبیل ) وفی هذا التعبیر القرآنی تمّت الإشارة إلى ثلاث نقاط:

) لم تقل الآیة: لا تزنوا، بل قالت: لا تقربوا هذا العمل الشائن، وهذا الاُسلوب فی النهی فضلا عمّا یحملهُ مِن تأکید، فإنَّهُ یوضّح أنَّ هناک مقدمات تجر إلى الزنا ینبغی تجنّبها وعدم مقاربتها، فخیانة العین تعتبر واحدة مِن المقدمات، والسفور والتعرّی مقدمة اُخرى، الکتب السیئة والأفلام الملوّثة والمجلات الفاسدة ومراکز الفساد کلّ واحدة مِنها تعتبر مقدمة لِهذا العمل.

کذلک فإنَّ الخلوة بالأجنبیة (یعنی خلوة المرأة والرجل الأجنبی فی مکان واحد ولوحدهما) یعتبر عاملا فی إثارة الشهوة.

وأخیراً فإنَّ امتناع الشباب عن الزواج خاصة مع ملاحظة الصعوبات الموضوعة أمام الطرفین، هی مِن العوامل التی قد تؤدّی إلى الزنا. والآیة نهت عن کلّ ذلک بشکل بلیغ مُختصر، ولکنّا نرى فی الأحادیث والرّوایات نهیاً مُفصّلا عن کلّ واحدة مِن هذه المقدمات.

ب) إنَّ جملة (إنَّه کان فاحشة ) بتأکیداتها الثلاثة المستفادة مِن «إن» والفعل الماضی «کان» وکلمة «فاحشة» تکشف عن فظاعة هذا الذنب.

ج) إنَّ جملة (ساء سبیل ) توضّح حقیقة أنَّ هذا العمل «الزنا» یؤدّی إلى مفاسد اُخرى فی المجتمع.

سورة الإسراء / الآیة 31 ـ 35 فلسفة تحریم الزنا:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma