یمتص النحل بعض المواد السکّریة الخاصّة الموجودة فی میاسم الأوراد، ویقول خبراء النحل: إنّ عمل النحل فی واقعه لا ینحصر بأخذ المادة السکّریة فقط، بل یتعدى ذلک فی بعض الأحیان للاستفادة من بعض أجزاء الورود الأخرى، وکذا الحال مع الأثمار، وهو ما یشیر إلیه القرآن بقوله: (من کلّ الثّمرات ).
وهنا ننقل قول عالم البیئة (مترلینک) بما یوضّح التعبیر القرآنی بشکل أوضح: (لو قدّر أن تفنى أنواع النحل ـ الوحشی والأهلی ـ فإنّ مائة ألف نوع من النباتات والثمار والأوراد ستفنى، أی أنّ تمدننا سیفنى أیضاً)(1) . ذلک لأنّ دور النحل فی نقل حبوب اللقاح من ذکر الأشجار إلى میاسم إناثها من الأهمیّة بحیث یجعل بعض العلماء یعتقدون أنّ ذلک أهم من إنتاج العسل نفسه.
والحقیقة أنّ ما یتناوله النحل من أنواع الثمار إنّما هو بالقوّة لا بالفعل، ولهذا فهو یساهم فی عملیة تکوینها، فما أشمل وأدق التعبیر القرآنی (من کلّ الثّمرات )!