1ـ هل کانَ الشیطان مَلَکاً؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
لا تتخذوا الشیاطین أولیاء: 2ـ لا تستعینوا بالضالّین

کما نعلم أنّ الملائکة أطهار ومعصومون کما صرّح بذلک القرآن الکریم: (بل عباد مکرمون * لایسبقونه بالقول وهم بأمره یعملون ) (1) .

ویعود سبب عدم وجود التکبّر والغرور ودوافع إرتکاب الذنوب لدى الملائکة، إلى أنّ العقل لا الشهوة یتحکّم فی أعماقهم.

من ناحیة ثانیة، یتداعى إلى الذهن من خلال استثناء إبلیس فی الآیات المذکورة أعلاه (وآیات اُخرى فی القرآن الکریم) أنَّهُ کان من صنف الملائکة، وهنا یرد على عصیانه وتمرّده الإشکال التالی: کیف تصدر ذنوب کبیرة عن مَلَکَ من الملائکة؟ وقد جاء فی نهج البلاغة «ما کان الله سبحانه لیدخل الجنّة بشراً بأمر أخرج به منها مَلکاً» (2) .

الآیات المذکورة تحلّ لنا رموز هذه المشکلة حینما تقول: (کان من الجن )، والجن کائنات خفیّة عن أنظارنا لها عقل وإحساس وغضب وشهوة، ومتى ما وردت فی القرآن کلمة «الجن» فإنّها تعنی هذه الکائنات... لکن مَنْ یعتقد مِنَ المفسّرین بأنّ إبلیس کان من الملائکة، فإنّما یفسّر الآیة المذکورة آنفاً بمفهومها اللغوی، ویقول: إنّه یفهَمْ من عبارة (کان مِن الجن ) أنّه کان خفیّاً عن الأنظار کسائر الملائکة، وهذا المعنى خلاف الظاهر تماماً.

ومن الدلائل الواضحة التی تؤکّد ما ذهبنا إلیه من المعنى، أنّ القرآن الکریم یقول فی الآیة 15 من سورة الرحمن: (وخلق الجانّ من مارج من نار ) أی من نیران مختلطة ومن جانب آخر کان منطق إبلیس عندما امتنع عن السجود لآدم: (خلقتنی من نار وخلقته من طین ) (3) .

هذا بالإضافة إلى أنّ الآیات الشریفة أعلاه أشارت إلى أنّ لإبلیس (ذریة) فی حین أنّ الملائکة لا ذریة لهم.

إنّ ما ذکرناه آنفاً، مضافاً إلى الترکیبة الجوهریة للملائکة تثبت أنّ إبلیس  لم یکن مَلَکاً، لکن آیة السجود لآدم شملته ـ أیضاً ـ لانضمامه إلى صفوف الملائکة، وکثرة عبادته لله وطموحه للوصول إلى منزلة الملائکة المقرّبین.

وإنّما بیَّن القرآن امتناع إبلیس عن السجود بشکل استثنائی، وأطلق علیه الإمام علیّ (علیه السلام) فی الخطبة القاصعة فی نهج البلاغة کلمة (المَلَکْ) کتعبیر مجازی، وجاء فی کتاب (عیون الأخبار) عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام): «إنّ الملائکة معصومون ومحفوظون من الکفر بلطف الله تعالى» قالا: قلنا له: فعلى هذا لم یکن إبلیس أیضاً ملکاً؟، فقال: «لا، بل کان من الجن، أما تسمعان الله تعالى یقول: (وإذ قلنا للملائکة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبلیس کان من الجنّ ) فأخبر عزّوجل أنّه من الجن،...».(4)

وفی حدیث آخر نقل عن الإمام الصادق (علیه السلام)، بأنّ أحد أصحابه المخلصین وهو جمیل بن دراج قال: سألته عن إبلیس کان من الملائکة وهل کان یلی من أمر السماء شیئاً؟ قال: «لم یکن من الملائکة ولم یکن یلی من السماء شیئاً، إنّه کان من الجن وکان مع الملائکة، وکانت الملائکة تراه أنّه منها، وکان الله یعلم أنَّه لیس منها، فلمّا أمر بالسجود کان منه الذی کان» (5) .

وعندما صدر أمر السجود تحقق الشیء الذی نعرفه (کشفت الأستار واتّضحت ماهیة إبلیس).

وهناک بحوث تفصیلیة ذکرناها حول إبلیس والشیطان بشکل عام فی ذیل الآیات 11 ـ 18 من سورة الأعراف، وفی ذیل الآیة 112 من سورة الأنعام، وفی ذیل الآیة 34 من سورة البقرة.


1. الأنبیاء، 26 و27.
2. نهج البلاغة الخطبة 192.
3. الأعراف، 12.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 3 ، ص 267.
5. المصدر السّابق.
لا تتخذوا الشیاطین أولیاء: 2ـ لا تستعینوا بالضالّین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma