یا ویلتاه مِن هذا الکتاب!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الکهف / الآیة 47 ـ 49 1ـ سر إنهدام الجبال

تعقیباً لما کانت تتحدّث به الآیات السابقة عن غرور الإنسان وإعجابه بنفسه، وما تؤدّی إلیه هذه الصفات مِن إنکار للبعث والمعاد، یَنصب المقطع الراهن مِن الآیات التی بین أیدینا على تبیان المراحل المُمَهِدَة للقیامة وفق الترتیب الآتی:

مرحلة ما قبل بعث الإنسان.

مرحلة البعث.

قسم مِن مرحلة ما بعد البعث.

الآیة الاُولى تذکّر الإنسان بمقدمات البعث والقیامة فتقول: إنَّ إنهیار معالم الشکل الراهن للعالم هی أوّل مقدمات البعث، وسیتمّ هذا التغییر لشکل العالم مِن خلال مجموعة مظاهر، فی الطلیعة مِنها تسییر الجبال الرواسی وکلّ ما یُمسک الأرض ویبرز علیها، حتى تبدو الأرض خالیة مِن أیّ مِن المظاهر السابقة: (ویوم نسیّر الجبال وترى الأرض بارزة ).

هذه الآیة تشیر إلى حوادث قبیل البعث، وهی حوادث کثیرة جدّاً. والملاحظ أنَّ السور القصار تتحدّث عنها بشکل بارز فی إطار حدیثها عمّا بات یُعرف اصطلاحاً بـ «أشراط الساعة».

إنَّ المستفاد مِن مجموعة تلک السور أنَّ وجه العالم الراهن یتغیّر بشکل کُلّی حیثُ تتلاشى الجبال، وتنهار الأبنیة والأشجار، ثمّ تضرب الأرض سلسلة مِن الزلازل، وتنطفیء الشمس، ویخمد نور القمر، وتظلم النجوم. وعلى حطام کلّ ذلک تظهر إلى الوجود سماء جدیدة، وأرض جدیدة، لیبدأ الإنسان حینئذ حیاته الاُخرى فی مرحلة البعث والحساب.

بعد ذلک تضیف الآیة قوله تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر مِنهم أحد ).

«نغادر» مِن «غدر» بمعنى الترک. ولذلک یقال للذی یُخلف الوعد والمیثاق ویترکه بأنَّهُ «غدر» ویقال لمیاه الامطار المتجمعة فی مکان واحد بـ «الغدیر» لأنّها قد ترکت هناک.

فی کل الأحوال، تؤکّد الآیة الآنفة الذکر على أنَّ المعاد هو حالة عامّة  لا یستثنى مِنها أحد.

الآیة التی بعدها تتحدَّث عن کیفیة بعث الناس فتقول: (وعرضوا على ربّک صفّ ). إنَّ استخدام هذا التعبیر قد یکون إشارة إلى حشر کلّ مجموعة مِن الناس تتشابه فی أعمالها فی صف واحد; أو أنَّ الجمیع سیکونون فی صف واحد دون أیّة إمتیازات أو تفاوت، وسوف یقال لهم: (لقد جئتمونا کما خلقناکم أوَّل مرَّة ).

فلیسَ ثمّة کلام عن الأموال والثروات، ولا الذهب والزینة، ولا الإمتیازات والمناصب المادیة، ولا الملابس المختلفة، ولیسَ هُناکَ ناصر أو معین، ستعودون کمثل الحالة التی خلقناکم فیها أوَّل مرَّة، بالرغم مِن أنّکم کُنتم تتوهمون عدم امکان ذلک: (بل زعمتم ألّن نجعل لکم موعد ).

وذلک فی وقت سیطرت فیه حالة الغرور علیکم بما أوتیتم مِن إمکانات مادیة غفلتم معها عن الآخرة، وأصبحتم تفکّرون فی حیاتکم الدنیا وخلودها، وغفلتم عن نداء الفطرة فیکم.

ثمّ تشیر الآیات إلى مراحل اُخرى مِن یوم البعث والمعاد فتقول: (ووضع الکتاب ). هذا الکتاب الذی یحتوی على أحوال الناس بکلّ تفصیلاتها: (فترى المجرمین مُشفقین ممّا فیه ). وذلک عندما یطّلعون على محتواه فتتجلى آثار الخوف والوحشة على وجوههم.

فی هذه الأثناء یصرخون ویقولون: (ویقولون یا ویلتنا مال هذا الکتاب  لا یُغادر صغیرة ولا کبیرة إلاَّ أحصاه ).

الجمیع مدعوّون للحساب عن کلّ شیء مهما دنا وَصَغُر، إنَّهُ موقف موحش.. لقد نسینا بعض أعمالنا وکأن لم نفعلها، حتى کُنّا نظن بأنّنا لم نقم بعمل مُخالف، لکن نرى الیوم أنَّ مسؤولیتنا أصبحت ثقیلة جدّاً ومصیرنا مظلم.

بالإضافة إلى الکتاب المکتوب ثمّة دلیل آخر: (ووجدوا ما عملوا حاضر ). وجدوا الحسنات والسیئات; الظلم والعدل، السلبیات والخیانات، کلّ هذه وغیرها وجدوها مُتجسِّدة أمامهم.

فی الواقع إنّهم یُلاقون مصیر أعمالهم: (ولا یظلم ربّک أحد ). الذی سیشملهم هُناک هو ـ لا مُحالة ـ ما قاموا به فی هذه الحیاة الدنیا، لذلک  فلا یلومون أحداً سوى أنفسهم.

سورة الکهف / الآیة 47 ـ 49 1ـ سر إنهدام الجبال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma