4ـ القرآن دواء ناجع لکلّ الأمراض الاجتماعیة والأخلاقیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
3ـ الظّالمون ونصیبهم من القرآن سورة الإسراء / الآیة 83 ـ 84

إنَّ الأمراض الروحیة والأخلاقیة لها شبه کبیر بالأمراض الجسمیة للإنسان، فالإثنان یقتلان، والإثنان یحتاجان إلى طبیب وعلاج ووقایة، والإثنان قد یسریان للآخرین، ویجب فی کلّ منهما معرفة الأسباب الرئیسیة ثمّ معالجتها.

وفی کلّ منهما قد یصل الحال بالمصاب الى عدم امکانیة العلاج، ولکن فی أکثر الأحیان یتمّ علاجها والشفاء منها، إلاَّ أنَّ العلاج قد لا ینفع فی أحیان اُخرى.

إنَّهُ شبهُ جمیل وذو معانی مُتعدِّدة; فالقرآن یُعتبر وصفة شفاء للذین یریدون محاربة الجهل والکبر والغرور والحسد والنفاق... القرآن وصفة شفاء لمعالجة الضعف والذّلة والخوف والاختلاف والفرقة. وکتاب الله الأعظم وصفة شفاء للذین یئنّون مِن مرض حبّ الدنیا والإرتباط بالمادة والشهوة، والقرآن وصفة شفاء لهذه الدنیا التی تشتعل فیها النیران فی کلّ زاویة، وتئن مِن وطأة السباق فی تطویر الأسلحة المدمّرة وخزنها، حیثُ وضعت رأسمالها الاقتصادی والإنسانی فی خدمة الحرب وتجارة السلاح.

وأخیراً فإنَّ کتاب الله وصفة شفاء لإزالة حُجب الشهوات المظلمة التی تمنع مِن التقرّب نحو الخالق عزَّوجلّ.

نقرأ فی الآیة 57 مِن سورة یونس قوله تعالى: (قد جاءتکم موعظة مِن ربّکم وشفاء لما فی الصدور ).

وفی الآیة 44 مِن سورة فصِّلت نقرأ قوله تعالى: (قل هو للذین آمنوا هدىً وشفاء ).

ولإمام المتقین علی بن أبی طالب (علیه السلام) قول جامع فی هذا المجال، حیث یقول (علیه السلام) فی نهج البلاغة: «فاستشفوه مِن أدوائکم واستعینوا به على لأوائکم، فإنَّ فیه شفاء مِن أکبر الداء، وهو الکفر والنفاق والغی والضلال» (1) .

وفی مکان آخر نقرأ لإمام المتقین علی (علیه السلام) قوله واصفاً کتاب الله: «ألا إنَّ فیه علم ما یأتی والحدیث عن الماضی وَدواء دائکم وَنظم ما بینکم».(2)

وَفی مقطع آخر یَضُمُّهُ نهج علی (علیه السلام)، نقرأ وصفاً لکتاب الله یقول فیه (علیه السلام): «وعلیکم بکتاب الله فإنَّهُ الحبل المتین، والنور المبین، والشفاء النافع، والرىُّ الناقع، والعصمة للمتمسک، والنجاة للمتعلق، لا یعوج فیقام، ولا یزیغ فیستعتب، ولا تخلقه کثرة الرد وولوج السمع، مَن قالَ بِهِ صدق، وَمَن عمل به سبق» (3) .

هذه التعابیر العظیمة والبلیغة، والتی نجد لها أشباهاً کثیرة فی أقوال النّبی الأعظم (صلى الله علیه وآله) وفی کلمات الإمام علی (علیه السلام) الاُخرى والأئمّة الصادقین (علیهم السلام)، هی دلیل یُثبت بدقة ووضوح أنَّ القرآن وصفة لمعالجة کلّ المشاکل والصعوبات والأمراض، ولشفاء الفرد والمجتمع مِن أشکال الأمراض الأخلاقیة والاجتماعیة.

إنَّ أفضل دلیل لإثبات هذه الحقیقة هی مقایسة وضع العرب فی الجاهلیة مع وضع الذین تربوا فی مدرسة الرّسول (صلى الله علیه وآله) فی مطلع الإسلام، إنَّ المقایسة بین الوضعین ترینا کیف أنَّ اُولئک القوم المتعطشون للدماء، والمصابون بأنواع الأمراض الاجتماعیة والأخلاقیة، قد تمّ شفاؤهم ممّا هم فیه بالهدایة القرآنیة، وأصبحوا برحمة کتاب الله مِن القوّة والعظمة بحیث إنَّ القوى السیاسیة المستکبرة أنذاک خضعت لهم أعنّتها، وذلّت لهم رقابها.

وهذه هی نفس الحقیقة التی تناساها مسلمو الیوم، وأصبحوا على ما هم علیه مِن واقع بائس مریر غارق بالأمراض والمشاکل... إنَّ الفرقة قد اشتدت بینهم، والناهبین سیطروا على مقدّراتهم وثرواتهم، مستقبلهم أصبح رهینة بید الآخرین بعد أن أصیبوا بالضعف والهوان بسبب الإرتباط بالقوى الدولیة والتبعیة الذلیلة لها.

وهذه هی عاقبة من یستجدی دواء علّته من الآخرین الذین هم أسوأ حالا منه، فی حین أنّ علاج الدواء حاضر بین یدیه وموجود فی مَنزله!

القرآن لا یشفی من الأمراض وحسب، بل إنّهُ یساعد المرضى على تجاوز دور النقاهة إلى مرحلة القوّة والنشاط والإنطلاق، حیثُ تکون (الرحمة) مرحلة لاحقة لمرحلة (الشفاء).

الظریف فی الأمر أنَّ الأدویة التی تستخدم لشفاء الإنسان لها نتائج وتأثیرات عرضیة حتمیة لا یمکن توقّیها أو الفرار مِنها، حتى أنَّ الحدیث المأثور یقول: «ما مِن دَواء إلاَّ ویهیج داء» (4) .

أمّا هذا الدواء الشافی، کتاب الله الأعظم، فلیست لهُ أىّ آثار عرضیة على الروح والأفکار الإنسانیة، بل على عکس من ذلک کلّه خیر وبرکة ورحمة.

وفی واحدة مِن عبارات نهج البلاغة نقرأ فی وصف هذا المعنى قول علی (علیه السلام): «شفاء لا تخشى أسقامه» واصفاً بذلک القرآن الکریم(5) .

یکفی أن نتعهّد باتّباع هذه الوصفة لمدّة شهر، نطیع الأوامر فی مجالات العلم والوعی والعدل والتقوى والصدق وبذل النفس والجهاد... عندها سنرى کیف ستُحل مشاکلنا بسرعة.

وأخیراً ینبغی القول: إنَّ الوصفة القرآنیة حالها حال الوصفات الاُخرى،  لا یمکن أن تعطی ثمارها وأکلها مِن دون أن نعمل بها ونلتزمها بدقة، وإلاَّ فإنَّ قراءة وصفة الدواء مائة مرَّة لا تغنی عن العمل بها شیئاً!!


1. نهج البلاغة، الخطبة 176.
2. المصدر السابق، الخطبة 158.
3. نهج البلاغة، الخطبة 156.
4. سفینة البحار.
5. نهج البلاغة، الخطبة 198.
3ـ الظّالمون ونصیبهم من القرآن سورة الإسراء / الآیة 83 ـ 84
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma