نواجه فی الآیات أعلاه أصلا تاماً، وأساساً آخر، وسنّة إلهیّة خالدة تزرع الأمل فی قلوب أنصار الحق، هذا الأصل هو أنَّ عاقبة الحق الإنتصار، وعاقبة الباطل الإندحار، وأنَّ للباطل صولة وبرق ورعد، وله کرّ وفر، إلاَّ أنّ عمره قصیر، وفی النهایة یکون مآلهُ السقوط والزوال... الباطل کما یقول القرآن: (فأمّا الزبد فیذهب جفاء وأمّا ما ینفع الناس فیمکث فی الأرض ) (1) .
والدلیل على هذا الموضوع کامن فی باطن کلمة الباطل، حیث إنَّهُ لا یتّفق مع القوانین العامّة للوجود، ولیس لهُ مِن رصید مِن الواقعیّة والحقیقة.
إنَّ الباطل شیء مصنوع ومزوَّر، لیست لهُ جذور، أجوف، والأشیاء التی لها صفات کهذه ـ عادةً ـ لا یمکنها البقاء طویلا.
أمّا الحق فله أبعاد وجذور مُتناسقة مع قوانین الخلق والوجود، ومثلهُ ینبغی أن یبقى.
أنصار الحق یعتمدون سلاح الإیمان، مَنطقهم الوفاء بالعهد، وصدق الکلام، والتضحیة، وهم مستعدون أن یضحّوا بأنفسهم والاستشهاد فی سبیل الله، قلوبهم مُنوَّرة بنور المعرفة، لا یخافون أحداً سوى الله، ولا یعتمدون إلاَّ علیه، وهذا هو سرّ إنتصارهم.