فی میادین الصراع بین الحق والباطل یکون جیش الباطل ـ عادةً ـ ذا عدّة وعدد أکثر، إلاَّ أنّ جیش الحق ـ بالرغم مِن قلّة أفراده ووسائله الظاهریة ـ یحصل على إنتصارات عظیمة. ویمکن مشاهدة نماذج مِن ذلک فی غزوات بدر والأحزاب وحنین، وفی عصرنا الحاضر یمکن مُشاهدة ذلک فی الثورات المُنتصرة للاُمم المستضعفة فی مقابل الدول المستکبرة.(1)
وهذا الأمر یکون سبب تحلّی أنصار الحق بقوّة معنویة خاصّة بحیث تصنع مِن (الإنسان) اُمَّة. وفی الآیات أعلاه تمّت الإشارة إلى ثلاثة عوامل للانتصار، العوامل التی ابتعد عنها مسلمو الیوم، ولهذا السبب نرى هزائمهم المتکرِّرة فی مقابل الأعداء والمستکبرین.
والعوامل الثلاثة هی: الدخول الصادق والخالص فی الأعمال، والاستمرار على هذه الحالة الصادقة حتى النهایة (ربِّ ادخلنی مدخل صدق وأخرجنی مخرج صدق ). ثمّ الإعتماد على قدرة الخالق جلَّ وعلا، والإعتماد على النفس، وترک أىّ إعتماد أو تبعیة للأجانب (واجعل لی مِن لدنک سلطاناً نصیر ).
وبهذا الشکل فلیست هُناک أیّة سیاسیة تؤثّر فی الانتصار کما فی الصدق والإخلاص، لیس هُناک أىّ إعتماد أفضل مِن الإعتماد على الخالق والاستقلال وعدم التبعیة.
کیف یرید المسلمون أن ینتصروا على الأعداء الذین قاموا بغصب أراضیهم وصادروا مصادرهم الحیاتیة فی حین أنّهم مرتبطون بأعدائهم فی المجالات السیاسیة والعسکریة والاقتصادیة؟ هل نستطیع أن ننتصر على العدو بواسطة السلاح الذی نشتریه مِنُه؟
1. اشارة الى الحرب المفروضة من قبل العراق على ایران و بدعم من القوى الإستکباریة ضد الثورة الاسلامیة، ولکن بالرغم من اختلال النظام فی الجیش الایرانی الاّ أن المقاتلین کانوا یحرزون انتصارات متتالیة فی جبهات القتال واستطاع الشعب الایرانی الأعزل اخراج امریکا و أذنابها المجهزین بمختلف انواع الاسلحة من الاراضی الایرانیة.
