1ـ هل أبدى الرّسول مرونة إزاء المشرکین؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
التّفسیر 2ـ لماذا العذاب المضاعف؟

بالرغم مِن أنَّ بعض السطحیین أرادوا الاستفادة مِن هذه الآیات لِنفی العصمة عن الأنبیاء، وقالوا أنّه طبقاً للآیات أعلاه وأسباب النّزول المرتبطة بها إنَّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) قد أبدى لیونة إزاء عبدة الأصنام، وأنَّ الله عاتبه على ذلک، إلاَّ أنَّ هذه الآیات صریحة فی افهام مقصودها بحیث لا تحتاج إلى شواهد اُخرى على بطلان هذا النوع مِن التفکیر، لأنَّ الآیة الثّانیة تقول وبصراحة: (ولولا أن ثبّتناک لقد کدت ترکن إلیهم شیئاً قلیل )، ومفهوم التثبیت الإلهی (والذی نعتبرهُ بأَنَّهُ العصمة) أنَّهُ منع رسول الله (صلى الله علیه وآله) مِن التوجّه إلى مزالق عبدة الأصنام، ولا یعنی ظاهر الآیة ـ فی حال ـ أنَّهُ (صلى الله علیه وآله) مال إلى المشرکین، ثمّ نُهی عن ذلک بوحی من اللّه تعالى.

وتوضیح ذلک، إنّ الآیة الاُولى والثّانیة هما فی الحقیقة إشارة إلى حالتین مُختلفتین للرّسول (صلى الله علیه وآله)، الحالة الاُولى هی الحالة البشریة والإنسانیة والتی تجلّت بشکل واضح فی الآیة الاُولى، وبمُقتضى هذه الحالة یُمکن تأثیر وساوس الأعداء فی الرّسول (صلى الله علیه وآله) خاصّة إذا کانت ثمّة مرجّحات فی إظهار اللیونة والتوجّه إلیهم، مِن قبیل رغبته (صلى الله علیه وآله) فی أن یسلم زعماء الشرک بعد إظهار اللیونة، أو أن یمنع بذلک سفک الدماء. والآیة تکشف عن احتمال وقوع الإنسان العادی ومهما کان قویّاً تحت تأثیر الأعداء.

أمّا الآیة الثّانیة فهی ذات طبیعة معنویة، إذ هی تبیّن العصمة الإلهیّة ولطفه الخاص سبحانه وتعالى الذی یشمل بهِ الأنبیاء خصوصاً نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) حینما یمر بمنعطفات ومزالق دقیقة.

والنتیجة أنَّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) بالطبع البشری قد وصل إلى حافة القبول ببعض وساوس الأعداء، إلاّ أنّ التأیید الإلهی (العصمة) ثبّتهُ وحفظه وأنقذه مِن الإنزلاق.

وهذا التعبیر نفسهُ نقرأهُ فی سورة یوسف حیث جاءَ البرهان الإلهی فی أدق اللحظات وأخطرها، فی مقابل الإغواء الخطیر وغیر الاعتیادی لامرأة العزیز، حیث یقول تعالى فی الآیة 24 مِن سورة یوسف: (ولقد هَمَّت بِهِ وَهمَّ لولا أن رءا برهان ربّه کذلک لنصرف عنهُ السوء والفحشاء إنَّهُ مِن عبادنا المخلصین ).

وفی اعتقادنا أنَّ الآیات أعلاه لیست لا تصلح أن تکون دلیلا على نفی العصمة وحسب، بل هی واحدة مِن الآیات التی تدل على العصمة، لأنَّ التثبیت الإلهی هذا (والذی هو کنایة عن العصمة أو التثبیت الفکری والعاطفی والسلوکی) لا یخص فقط هذه الحالة، وهذا الموقف، بل هو یشمل الحالات المشابهة الاُخرى، وعلى هذا الأساس تُعتبر الآیة شاهداً على عصمة الأنبیاء والقادة الإلهیّین.

أمّا الآیة الثالثة التی نبحثها والتی تقول: (إذاً لأذقناک ضعف الحیاة وضعف الممات ثمّ لا تجد لک علینا نصیر ) فهی دلیل على صحة البحوث الخاصّة بعصمة الأنبیاء، حیثُ إنَّ العصمة لیست حالة جبریة یلتزم فیها النّبی بلا ارادة مِنهُ أو وعی، وإنّما هی توأم مع نوع مِن الوعی الذاتی والتی تقترن مع الاختیار والحریة، لذا فإنَّ ارتکاب ذنب فی مثل هذه الحالات لیس محالا عقلا، ولکن هذا الإیمان والوعی الخاص سوف یمنعان صدور الذنب، فلا تتحقق المعصیة عملا، ولو فرضنا تحققها فی الخارج فإنَّهُ سینال عقوبات الجزاء الإلهی (دقق فی ذلک)(1) .


1. یمکن ملاحظة المزید مِن التفاصیل عن الموضوع فی کتاب (القادة الکبار).
التّفسیر 2ـ لماذا العذاب المضاعف؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma