هذه لیست المرّة الاُولى التی یشید فیها القرآن بالسعی والجهد ودورهما فی تحقیق المکاسب، وبعکسه یُحذِّر الأشخاص العاطلین والکُسالى بأنَّ السعادة الأخرویة لا یمکن ضمانها بالکلام المجرّد، والتظاهر بالإیمان، بل الطریق یتمثل بالسعی وبذل الجهود.
وهذه الحقیقة واضحٌ مفادها فی الکثیر مِن الآیات القرآنیة. ففی سورة المدّثر آیة 38 نقرأ (کلّ نفس بما کسبت رهینة ) وآیةٌ اُخرى تقول: (وأن لیس للإنسان إلاّ ما سعى )،(1) وفی آیات کثیرة اُخرى، یأتی العمل الصالح بعد ذکر الإیمان حتى لا یتوهم أحدٌ ویظن بأنَّهُ یستطیع الوصول إلى مرحلة ما بدون سعی وجهد، فمواهب الدنیا المادیة لا یمکن استحصالها بدون سعی وجهد; فکیف إذن بالسعادة الأخرویة الخالدة؟!