3- الظلال، المساکن، الأغطیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
2ـ ترابط الآیات 1ـ کلمات المفسّرین

ویشیر القرآن الکریم إلى نعمة اُخرى بقوله: (واللّه جعل لکم ممّا خلق ظلالا وجعل لکم من الجبال أکنان ).

«الأکنان»: جمع (کن) بمعنى وسائل التغطیة والحفظ، ولهذا فقد اُطلقت على المغارات وأماکن الإختفاء وفی الجبال.

ونرى إطلاق کلمة «الظلال» فی الآیة لتشمل کلّ الظلال، سواء کانت ظلال الأشجار أو المغارات الجبلیة أو ظل أىّ شیء آخر، باعتبارها إحدى النعم الإلهیّة (وحقیقة الأمر کذلک)، فکما یحتاج الإنسان إلى النّور فی حیاته فکثیراً ما یحتاج إلى الظل کذلک، لأنّ النّور إذا ما استمر فی اشراقه فسوف تکون الحیاة مستحیلة، ویکفینا أن نلمس ما لظل الکرة الأرضیة (والمسمى باللیل) على حیاتنا، وکذلک دور الظلال الاُخرى خلال النهار فی مختلف الأمکنة والحالات.

وکأنّ ذکر نعمة «الظلال» و«أکنان الجبال» بعد ذکر نعمة «المسکن» و«الخیام» فی الآیة السابقة، للإشارة إلى: أنّ طوائف الناس لا تخرج عن إحدى ثلاثة.. واحدة تعیش فی المدن والقرى وتستفید من بناء البیوت لسکناها، واُخرى تعیش الترحال والتنقل فتحمل معها الخیام، وثالثة اُولئک الذین یسافرون ولیس معهم مستلزمات المأوى.. ولم یترک الباری جلّ شأنه المجموعة الثّالثة تعیش حالة الحیرة من أمرها، بل فی طریقهم الظلال والمغارات لتقیهم.

وقد لا یدرک سکنة المدن ما لوجود المغارات الجبلیة من أهمیّة، ولکنّ عابرى الصحاری والمسافرین العزّل والرعاة وکلّ مَنْ حرم من نعمة البیوت الثابتة أو السیارة (مؤقتاً أو دائماً) عندما یکونون تحت سطوة حرارة الصیف اللاهبة أو تحت وطأة زمهریر الشتاء القارص، سیعرفون عندها أهمیّة تلک المغارات، وخصوصاً کونها باردة فی الصیف ودافئة فی الشتاء، وهی ملاذ ینجی من موت قریب ـ فی بعض الأحیان ـ للإنسان أو الحیوانات.

وبعد ذکر القرآن الکریم لنعمة الظلال الطبیعیة والصناعیة، ینتقل لذکر ملابس الإنسان فیقول: (وجعل لکم سرابیل تقیکم الحرّ )، وثمّة ألبسة اُخرى تستعمل لحفظ أبدانکم فی الحروب (وسرابیل تقیکم بأسکم ).

«السرابیل»: جمع «سربال» (على وزن مثقال)، بمعنى الثوب من أیِّ جنس کان (على ما یقول الراغب فی مفرداته)، ویؤیده فی ذلک أکثر المفسّرین، ولکنّ البعض منهم قد اعتبر معنى السربال هو: لباس وغطاء لبدن الإنسان، إلاّ أنّ المشهور هو المعنى الأوّل.

وکما هو معلوم، فإنّ فائدة الألبسة لا تنحصر فی حفظ الإنسان من الحر والبرد، بل تُلْبِس الإنسان ثوب الکرامة وتقی بدنه من الأخطار الموجّهة إلیه، فلو تعرّى الإنسان لکان أکثر عرضه للجراحات وما شابهها، تخصیص الآیة المبارکة للخاصیّة الاُولى بالذکر دون غیرها لأهمّیتها الممیزة.

ولعلّ ذکر خصوص الحر فی الآیة جاء تماشیاً مع ما شاع فی لغة العرب من ذکر أحد المتضادین اختصاراً، فیکون الثّانی واضحاً بقرینة وجود الأوّل، أو لأنّ المنطقة التی نزل فیها القرآن الکریم کان دفع الحرِّ فیها ذا أهمیّة بالغة عند أهلها.

وثمّة احتمال آخر: أنْ یکون ذلک بلحاظ خطورة الإصابة بمرض ضربة الشمس المعروفة، وبتعبیر آخر: إنّ تحمل الإنسان لحر أشعة الشمس الشدیدة أقل من تحمله ومقاومته للبرد، لأنّ حرارة البدن الداخلیة یمکن لها أن تعین الإنسان على تحمل البرودة لحد ما.

وفی ذیل الآیة.. یقول القرآن مذکِّراً: (کذلک یتمّ نعمته علیکم لعلّکم تسلمون ) أی تطیعون أمره.

وطبیعی جدّاً أن یفکر الإنسان بخالق النعم، خصوصاً عند تنبّهه للنعم المختلفة التی تحیط بوجوده، وأنّ ضمیره سیستیقظ ویتجه نحو المنعم قاصداً زیادة معرفته به إذا ما امتلک أدنى درجات حسن الشکر.

ومع أنّ بعض المفسّرین قد حصروا کلمة «النعمة» فی الآیة ببعض النعم: کنعمة الخلق، وتکامل العقل، أو التوحید، أو نعمة وجود النّبی (صلى الله علیه وآله) إلاّ أنّ معنى الکلمة أوسع من ذلک، لیشمل کلّ النعم (المذکور منها أو غیر المذکور)، وما التخصیص فی حقیقته إلاّ من قبیل التّفسیر بالمصداق الواضح.

وبعد ذکر هذه النعم الجلیلة.. یقول عزَّوجلّ أنّهم لو اعرضوا ولم یسلموا للحق فلا تحزن ولا تقلق، لأنّ وظیفتک ابلاغهم: (فإنْ تولّوا فانّما علیک البلاغ المبین ).

ومع کلّ ما یمتلکه المتکلم من منطق سلیم ومدعم بالاستدلال الحق والجاذبیة، إلاّ أنّه لا یؤثّر فی المخاطب مالم یکن مستعداً لاستماع وقبول کلام المتکلم، وبعبارة اُخرى: إنّ (قابلیة المحل) شرط فی حصول التأثّر.

وعلى هذا، فإنْ لم یسلم لک أصحاب القلوب العمیاء ومَنْ امتاز بالتعصب والعناد، فذلک لیس بالأمر الجدید، وما علیک إلاّ أن تصدع ببلاغ مبین وأنْ لا تقصر فی ذلک والمراد من هذا المقطع القرآنی هو مواساة النّبی (صلى الله علیه وآله) وتسلیته.

وتکمیلا للحدیث... یضیف القرآن الکریم القول: (یعرفون نعمت اللّه ثمّ ینکرونه ).

فعلّة کفرهم لیست فی عدم معرفتهم بالنعم الإلهیّة وإنّما بحملهم تلک الصفات القبیحة التی تمنعهم من الإیمان کالتعصب الأعمى والعناد فی معاداة الحق، وتقدیم منافعهم المادیة على کلّ شیء، وتلوّثهم بمختلف الشهوات، بالإضافة إلى مرض التکبّر الغرور.

ولعلّ ما جاء فی آخر الآیة (وأکثرهم الکافرون ) إشارة لهذه الأسباب المذکورة.

وقد جذبت کلمة «أکثرهم» انتباه واهتمام المفسّرین وراحوا یبحثون فی سبب ذکرها... حتى توصّل المفسّرون إلى أسباب کثیرة کلٌّ حسب زاویة اهتمامه فی البحث، ولکنّ ما ذکرناه یبدو أقرب من کلِّ ما ذکروه، وخلاصته: إنّ أکثریة الکفّار هم من أهل التعصب والعناد، والذین کفروا نتیجة جهلهم أو غفلتهم، فهم القلّة قیاساً إلى اُولئک.

ویشاهد فی القرآن الکریم مقاطع قرآنیة تطلق الکفر على ذلک النوع الناشىء من التکبّر والعناد، ومنها ما یتحدث عن الشیطان کما جاء فی الآیة 34 من سورة البقرة (أبى واستکبر وکان من الکافرین ).

واحتمل البعض: أنّ المقصودین بـ «أکثرهم» مَنْ تمّت علیهم الحجّة فی قبال أقلیّة لم تتم علیهم الحجّة بعد، وهذا المعنى یمکن أن یعود إلى المعنى الأوّل.

2ـ ترابط الآیات 1ـ کلمات المفسّرین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma