وسعت رحمته غضبه:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة النّحل / الآیة 61 ـ 64 ما هو الأجل المسمى؟

بعد أن تحدّثت الآیات السابقة عن جرائم المشرکین البشعة فی وأدهم للبنات، یطرق بعض الأذهان السؤال التالی: لماذا لم یعذّب اللّه المذنبین بسرعة نتیجة لما قاموا به من فعل قبیح وظلم فجیع؟!

والآیة الاُولى 61 تجیب بالقول: (ولو یؤاخذ اللّه الناس بظلمهم ما ترک علیها من دابّة ) (1) .

«الدابة»: یراد بها کلّ کائن حی، ویمکن أن یراد بها هنا (الإنسان) خاصّة بقرینة (بظلمهم).

أی: إنّ اللّه لو یؤاخذ الناس على ما إرتکبوه من ظلم لما بقی إنسان على سطح البسیطة.

ویحتمل أیضاً إرادة جمیع الکائنات الحیّة، لعلمنا بأنّ هذه الکائنات إنّما خلقت وسخّرت للإنسان کما یقول القرآن فی الآیة 29 من سورة البقرة: (هو الذی خلق لکم ما فی الأرض جمیع )، فعندما یذهب الإنسان فسینتفی سبب وجود الکائنات الاُخرى وینقطع نسلها.

السؤال: وهنا یواجهنا السؤال التالی: لو نظرنا إلى سعة مفهوم الآیة وعمومیتها فإنّها تدل فی النتیجة على أنّه لا یوجد على الأرض إنسان غیر ظالم، فالکلُّ ظالم کلٌّ حسب قدره وشأنه، ولو نزل العذاب الفوری السریع والحال هذه لما بقی إنسان على سطح الأرض... مع أنّنا نعلم أنّ هناک من لا یصدق علیه هذا المعنى، فالأنبیاء والأئمّة المعصومون (علیهم السلام) خارجون عن شمولیة هذا المعنى، بل فی کلّ زمان ومکان ثمة مَنْ تزید حسناته على سیئاته من الصالحین المخلصین والمجاهدین ممن لا یستحقون العذاب المهلک أبداً...

والجواب على ذلک أنّ الآیة تبیّن حکماً نوعیّاً ولیس حکماً عاماً شاملا للجمیع ونظیر ذلک کثیر فی الأدب العربی.

ومن الشواهد على ذلک: الآیة 32 من سورة فاطر حیث تقول: (ثمّ أورثنا الکتاب الّذین اصطفینا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخیرات بإذن اللّه ذلک هو الفضل الکبیر ).

فنرى الآیة تتطرق إلى ثلاثة أقسام: ظالم، صاحب ذنوب خفیفة، وسابق بالخیرات... ومن المسلّم به أَنَّ القسم الأوّل هو المقصود فی الآیة مورد البحث دون القسمین الآخرین، ولا عجب من تعمیم الآیة، لأنّ هذا القسم یشکّل القسم الأکبر من المجتمعات البشریة.

ویتّضح من خلال ما ذکر أنّ الآیة لا تنفی عصمة الأنبیاء، أمّا مَنْ یعتقد بخلاف ذلک فقد غفل عن القرائن الموجودة فی العبارة من جهة، ولم یلتفت إلى ما توحی إلیه بقیة الآیات القرآنیة بهذا الخصوص.

ویضیف القرآن الکریم قائلا: (ولکنْ یؤخّرهم إلى أجل مسمّى فإذا جاء أجلهم لا یستأخرون ساعة ولا یستقدمون ).

بل یدرکهم الموت فی نفس اللحظة المقررة.


1. إنّ ضمیر «علیها» یعود إلى «الأرض» وإنْ لم یرد لها ذکر فی الآیات المتقدمة لوضوح الأمر، ونظائر ذلک کثیرة فی لغة العرب.
سورة النّحل / الآیة 61 ـ 64 ما هو الأجل المسمى؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma