المراد بمهر المثل هنا
هل المراد من مهر المثل هنا، مهر المثل فی النکاح الدائم; لأنّه قیمة البضع عند وطء الشبهة مطلقاً، أو مهر أمثالها بحسب حالها لتلک المدّة التی سلّمته نفسها فیها متعةً؟
قال فی «الجواهر»: «فیه وجهان قویّان» ثمّ قوّى الوجه الأوّل(1); أی مهر المثل للعقد الدائم.
ولکنّ الإنصاف ضعف هذا القول; لعدم إمکان الالتزام بلوازمه، فلو کان مهر عقد المتعة ألف دینار لیومین مثلاً، وقد مضى نصف المدّة; أی ما یعادل خمسمئة دینار، وکان مهر العقد الدائم فی أمثالها ملیون دینار، فهل یمکن الإفتاء بوجوب ملیون دینار علیه بدل خمسمئة دینار؟! ألیس هذا ضرراً عظیماً منفیّاً بدلیل «لاضرر»؟! وأیّ ضرر أعظم منه؟!
هذا مضافاً إلى أنّ هذا داخل فی قاعدة «کلّ ما یضمن بصحیحه یضمن بفاسده» کما استدلّ بها هذا المحقّق(2) فی أصل المسألة، ومن الواضح أنّ الضمان بصحیح هذا العقد قلیل بمقدار یوم واحد، فکیف لا یکون فی فاسده کذلک؟!
وإن شئت قلت: المقام من قبیل الإجارة، فکیف لا یدخل فی أحکامها؟! فالأقوى وجوب مهر أمثالها لتلک المدّة فقط.
ومن هنا یظهر الإشکال فی مقامات اُخرى فی العقد الدائم; أی التی یلزم الزوج فیها بأداء مهر کثیر بعد ظهور الفساد، وسنتکلّم فیها فی محلّها إن شاء الله تعالى.