حکم حصول اللبن بعد ولادة الطفل
وأمّا حصول اللبن بعد ولادة الطفل، فهو على أقسام:
فتارة: یولد قبل کماله وولوج الروح فیه.
واُخرى: بعد کماله وولوج الروح فیه، ولکن یخرج میّتاً.
وثالثة: عند خروجه کاملا حیّاً، ولکن بعد شهور لا یبقى مثله عادة، مثل ابن خمسة شهور.
ورابعة: عند خروجه حیّاً ولکن، بعد شهور یعیش مثله عادة، کستّة شهور،أو أکثر.
فإن قلنا: إنّ ظاهر الأدلّة هو اعتبار الولادة فی نشر الحرمة ـ کما هو الأقوى ـ فکلّ ما یصدق علیه «أنّه ولد» یصیر کافیاً فی حصول الشرط; سواء کان حیّاً، أو میّتاً، فی سنّ یعیش مثله، أو لا یعیش، ولکن بعد کماله وولوج الروح فیه.
نعم، قبل ولوج الروح فیه أو قبل کماله، یبعد صدق «ولادة الولد» علیه، فلا تنشر منه الحرمة. بل لو کان قلنا بانصراف الإطلاقات إلى ما هو الغالب ـ من ولادته حیّاً فی زمان یعیش مثله ـ أشکل الحکم فی غیره، والله العالم.
فقد تلخّص من جمیع ما ذکرنا: أنّ الفتاوى التی ذکرها الماتن، موافقة للتحقیق عندنا، فلو درّ اللبن من غیر ولادة، أو لبن ولد الحرام، أو ما یستند إلى ما تولّد قبل ولوج الروح، أو ما کان عن غیر طریق ترکیب نطفتها مع نطفة زوجها، لما أوجب نشر الحرمة، وغیرها یوجب نشرها، کما عرفت.