ممّا لا شکّ فیه أنّ إبراهیم (علیه السلام) کان نبیّاً معصوماً، وکذلک إبناه إسماعیل وإسحاق کانا نبیّین معصومین، لأنّهما داخلان فی کلمة «بنیّ» فی الآیة قطعاً، ومع ذلک یدعو الله أن یجنّبهم عبادة الأصنام!
وهذا دلیل فی التأکید على محاربة عبادة الأصنام بحیث کان یطلب هذا الأمر من الله حتى للأنبیاء المعصومون ومحطّمو الأصنام، وهذا نظیر إهتمام النّبی فی وصایاه لعلی ـ أو الأئمّة الآخرین بالنسبة لأوصیائهم ـ فی أمر الصلاة، والتی لا یمکن احتمال ترکها من قبلهم أبداً، بل إنّ الصلاة أساساً قامت ببرکة سعیهم وجهودهم.
وهنا یطرح هذا السؤال: کیف قال إبراهیم (ربّ إنّهنّ أظللن کثیراً من النّاس) فی حین أنّ الأصنام لیست سوى أحجاراً وخشباً ولا استطاعة لهنّ فی إضلال الناس.
ویمکن الجواب على هذا السؤال من جهتین:
أوّلا: لم تکن الأصنام من الأحجار والخشب دائماً، بل هناک الفراعنة وأمثال نمرود الذین کانوا یدعون الناس لعبادتهم ویسمّون أنفسهم بالربّ الأعلى والمحی والممیت.
ثانیاً: وأحیاناً یکون القائمون بأمر الأصنام مظهرین تعظیمها وتزیینها بالشکل الذی تکون حقّاً مضلّة لعوام الناس.