5ـ تلقین العدوّ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
4ـ لا قصاص ولا اتهام قبل الجنایة سورة یوسف / الآیة 15 ـ 18

المسألة الاُخرى أننا نقرأ ـ فی ذیل الآیات المتقدمة ـ روایة عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «لا تلقّنوا الکذّاب فیکذب فإنّ بنی یعقوب (علیه السلام) لم یعلموا أنّ الذئب یأکل الإنسان حتى لقّنهم أبوهم» (1) . إشارة إلى أنّه قد یحدث أحیاناً أن لا یلتفت الطرف الآخر إلى الحیلة وإلى طریق الإعتذار وانتخاب طریق الانحراف، فعلیکم أن تحذروا من ذکر الاحتمالات المختلفة التی تبیّن له طرق الانحراف.

ومثل هذا یشبه تماماً ما لو قال الإنسان لطفله: لا ترمِ الکرة باتّجاه المصباح، ولم یکن الطفل یعلم أن الکرة یمکن أن تُرمى نحو المصباح، فیلتفت إلى أنّ مثل هذا العمل ممکن، وتتحرک فیه نوازع الفحص... ماذا سیکون لو رمیت الکرة باتجاه المصباح؟ ثمّ یبدأ «لعبته» لتنتهی بتکسّر المصباح!

ولیس هذا موضوعاً هیناً ولا خاصاً بالأطفال، فقد یتفق أحیاناً أنّ الأوامر والنواهی الخاطئة، تسبب أن یتعلم الناس أشیاء لم یعرفوها من قبل، فتوسوس لهم أنفسهم أن یقدموا علیها، فینبغی فی مثل هذه الموارد ـ قدر المستطاع ـ أن تثار المسائل بشکل لا یبعث على أی تعلّم سیىء!

وبالطبع فإنّ یعقوب النّبی (علیه السلام) قال کلامه عن صفاء وطهارة قلب، إلاّ أنّ أبناءه الضالین استغلوا کلامه لقصدهم السیىء.

وشبیه هذا الموضوع الاُسلوب الذی نجده فی کثیر من المقالات ـ فمثلا قد یکتب أحدهم مقالة أو یقوم باخراج فیلماً أو غیرها ـ عن ضرر الموادّ المخدرة أو الإستمناء، فیتناول هذه المسائل بصورة یتعلمها غیرُ المطلعین وینسون المسائل التی تذکر فی هذه المواضیع لذم هذه الأعمال وبیان طرق النجاة منها، ولذلک فغالباً ما یکون ضرر هذه المقالات والأفلام وخسارتها أکثر من فائدتها بمراتب.

6 ـ وآخر نقطة نشیر إلیها هنا أنّ إخوة یوسف (قالوا لئن أکله الذّئب ونحن عصبة إنّا إذاً لخاسرون) وهی إشارة إلى أنّ الإنسان إذا تحمّل مسؤولیةً ما ـ ووافق علیها ـ فإنّ من الواجب علیه أن یوقف نفسه من أجلها... وإلاّ فإنّه سیفقد کل قِیمهِ، قیمة شخصیته، وماء وجهه، والموقع الاجتماعی، ووجدانه.

فکیف یعقل أن یکون للشخص ضمیر حیّ ووجدان یقظ وشخصیة کریمة یعتز بحیثیته وماء وجهه، ومع کل ذلک یتنصل عن مسؤولیاته ویقف موقفاً سلبیاً إزاءها؟!


1. تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 415; بحارالانوار، ج 12، ص 221.
4ـ لا قصاص ولا اتهام قبل الجنایة سورة یوسف / الآیة 15 ـ 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma