علمنا فی الآیات السابقة أنّ الله بما أنّه عالم الغیب والشهادة فإنّه یعلم أسرار الناس وخفایاهم، وتضیف هذه الآیة أنّه مع حفظ وحراسة الله لعباده فإنّ (له معقّبات من بین یدیه ومن خلفه یحفظونه من أمر الله) (1) .
ولکی لا یتصوّر أحد أنّ هذا الحفظ بدون شروط وینغمِسُ فی المزلاّت، أو یرتکب الذنوب الموجبة للعقاب، ومع کلّ ذلک ینتظر من الله أو الملائکة أن یحفظوه، یعلّل القرآن ذلک بقوله: (إنّ الله لا یغیّر ما بقوم حتّى یغیّروا ما بأنفسهم).
وکی لا یتبادر إلى الأذهان أنّه مع وجود الملائکة الحافظة فأیّ معنى للعذاب أو الجزاء؟ هنا تضیف الآیة (وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال) ولهذا السبب فإنّه حین صدور العذاب الإلهی على قوم أو اُمّة، فسوف ینتهی دور المعقّبات ویترکون الإنسان عرضةً للحوادث.