المثال الذی ضربهُ لنا القرآن الکریم فی تجسیم الحقّ والباطل لیس مثالا محدوداً فی زمان ومکان معینین، فهذا المنظر یراه الناس فی جمیع مناطق العالم المختلفة، وهذا یبیّن أنّ عمل الحقّ والباطل لیس مؤقتاً وآنیاً، وجریان الماء العذب والمالح مستمر إلى نفخ الصور، إلاّ إذا تحوّل المجتمع إلى مجتمع مثالی (کمجتمع عصر الظهور وقیام الإمام المهدی (علیه السلام)) فعنده ینتهی هذا الصراع، وینتصر الحقّ ویطوی بساط الباطل، وتدخل البشریة مرحلة جدیدة من تاریخها، وإلى أن نصل إلى هذه المرحلة فالصراع مستمر بین الحقّ والباطل، ویجب أن نحدّد موقفنا فی هذا الصراع.