بحثان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
قوّة المنطق: سورة هود / الآیة 58 ـ 60

إنّ «الناصیة» فی اللغة معناها الشعر المسترسل على الجبهة، وهی مشتقة من «نصا» ومعناها الإتصال والإرتباط، وأخذ بناصیة فلان «کنایة عن القهر والتسلط علیه» فما ورد فی الجملة السابقة من الآیة من قول الحق سبحانه: (مامن دابة إلاّ هو آخذ بناصیته) إشاره إلى قدرته القاهرة على جمیع الأشیاء بحیث لا شیء فی الوجود له طاقة المقاومة قبال هذه القدرة، لأنّ من أحکم الإمساک على شعر مقدم الرأس من الإنسان أو أی حیوان آخر، فإنّه یسلب منه القدرة على المقاومة عادة.

والغرض من هذه العبارة أنّ المستکبرین المغترین وعبدة الأوثان والظالمین الباحثین عن السلطة لایتصوروا أنّه إذا أخلی لهم المیدان لعدّة أیّام فذلک دلیل على قدرتهم على المقاومة أمام قدرة الله، فعلیهم أن یلتفتوا إلى هذه الحقیقة وأن ینزلوا من مرکب غرورهم.

إنّ جملة (ربّی على صراط مستقیم) من أروع التعابیر فی الحکایة عن قدرة الله المقترنة بعدله، لأنّ المقتدرین فی الغالب ظالمون ومتجاوزون للحدود، ولکن الله سبحانه مع قدرته التی لا نهایة لها فهو دائماً على صراط مستقیم، وجادة صافیة ونظم وحساب ودقة!.

کما ینبغی الانتباه إلى هذه المسألة الدقیقة، وهی أنّ کلام هود (علیه السلام) للمشرکین کان یبیّن هذه الحقیقة، وهی أنّ الأعداء مهما لجّوا فی عنادهم وزادوا من لجاجتهم فإنّ القائد الحق ینبغی أن یزید من استقامته! فکما أن قوم هود خوّفوه بشدّة من آلهتهم و«أوثانهم»، فإنّ هوداً فی المقابل أنذرهم بنحو أشدّ من قدرة الله القاهرة!

ثمّ إنّ هوداً قال لقومه فی آخر کلامه معهم کما تحکیه الآیة (فإنّ تولّوا فقد أبلغتکم ما اُرسلت به إلیکم).

إشارة إلى أن لایتصوروا أنّ هوداً سیتراجع إن لم یستجیبوا لدعوته، فإنّه أدى واجبه ووظیفته، وأداء الواجب انتصار بحدّ ذاته حتى لو لم تقبل دعوته، وهذا درس لجمیع القادة الحقیقیین وأئمة طریق الحق ألاّ یحسّوا أبداً بالتعب والقلق من أعمالهم، وإن لم یقبل الناس دعوتهم.

وکما هدّد القوم هوداً، فإنّه هددهم بأشدّ من تهدیدهم، وقال: إن لم تستجیبوا لدعوتی فإنّ الله سیبیدکم فی القریب العاجل (ویستخلف ربّی قوماً غیرکم).

هذه سُنّة الله فی خلقه وقانونه العام، إنّه متى کان قوم غیر لائقین لاستجابة الدّعوة والهدایة والنعم الاُخرى التی أنعمها علیهم فإنّه سیبعدهم ویستخلف قوماً لائقین بمکانهم (إنّ ربّی على کل شیء حفیظ).

فلا تفوته الفرصة، ولا یهمل أنبیاءه ومحبیه، ولا یعزب عنه مثقال ذرة من حساب الآخرین بل هو عالم بکل شیء وقادر على کل شیء.

قوّة المنطق: سورة هود / الآیة 58 ـ 60
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma