قوّة المنطق:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 53 ـ 57 بحثان

والآن لننظر ماذا کان ردّ فعل القوم المعاندین والمغرورین ـ قوم عاد ـ مقابل نصائح أخیهم هود وتوجیهاته إلیهم: (قالوا یا هودُ ما جئتنا ببیّنة) أی لم تأتِنا بدلیل مقنع لنا (وما نحن بتارکی آلهتنا عن قولک) الذی تدعونا به إلى عبادة الله وترک الأوثان (وما نحن لک بمؤمنین).

وأضافوا إلى هذه الجمل الثّلاث غیر المنطقیة، أنّک یا هودُ مجنون و(إن نقول إلاّ اعتراک بعض الهتنا بسوء) ولا شکّ أنّ هوداً ـ کأی نبی من الأنبیاء ـ أدّى دوره ووظیفته وأظهر المعجز أو المعجزات لقومه للتدلیل على حقانیته، ولکنّهم لغرورهم ـ مثل سائر الأقوام ـ أنکروا معاجزه وعدوّها سحراً وعبارة عن سلسلة من المصادفات والحوادث الإتفاقیة التی لایمکن أن تکون دلیلا على المطلوب.

وأساساً، فإنّ نفی عبادة الأوثان لا یحتاج إلى دلیل، ومن یکن له أقل شعور وعقل ـ ویترک المخاصمة ـ یدرک هذا الأمر جیداً، ولو فرضنا أنّ ذلک یحتاج إلى دلیل، فهل یحتاج إلى معجزة بعد الدلائل العقلیة والمنطقیة...؟!

وبتعبیر آخر فإنّ ما جاء فی دعوة هود ـ فی الآیات المتقدمة ـ هو الدعوة إلى الله الواحد الأحد، والتوبة إلیه والاستغفار من الذنوب، ونفی أی نوع من أنواع الشرک وعبادة الأوثان، کل هذه المسائل یمکن إثباتها بالدلیل العقلی.

فعلى هذا، إنّ کان المقصود من قولهم: (ما جئتنا ببیّنة) هو نفی الدلیل العقلی، فکلامهم هذا غیر صحیح قطعاً. وإذا کان المقصود هو نفی المعجزة، فإنّ هذا الادّعاء لایحتاج إلى معجزة. وعلى کل حال فإنّ قولهم: (وما نحن بتارکی آلهتنا عن قولک) دلیل على لجاجتهم، لأنّ الإنسان العاقل والباحث عن الحقیقة یتقبل الکلام الحق من أیّ کان.

وخصوصاً هذه الجملة (إن نقولُ إلاّ اعتراک بعض آلهتنا بسوء) فإنّهم یتهمونه بالجنون على أثر غضب آلهتهم! فإنّ هذا الکلام منهم دلیل على خرافة منطقهم، وخرافة عبادة الأصنام!

فالحجارة والأخشاب التی لیس فیها روح ولا شعور والتی تحتاج إلى حمایة من الإنسان نفسه، کیف تستطیع أن تسلب العقل والشعور من الإنسان العاقل؟!

أضف إلى ذلک، ما دلیلهم على جنون هود إلاّ أنّه کسر طوق «السنة المتبعة عندهم» وکان معارضاً للسنن والآداب الخرافیة فی محیطه، فإذا کان هذا هو الجنون فینبغی أن نعدّ جمیع المصلحین والثائرین على الأسالیب الخاطئة مجانین.

ولیس هذا جدیداً، فالتاریخ السالف والمعاصر ملیءٌ بنسبة الجنون إلى الأشخاص الثائرین على الخرافات والعادات السیئة والمواجهین للاستعمار، والنافضین أثواب الأسر.

على کل حال، فإنّ على هود أن یردّ على هؤلاء الضالّین اللجوجین رداً مقروناً بالمنطق، من منطلق القوّة أیضاً... یقول القرآن فی جواب هود لهم (قال إنّی أشهد الله واشهدوا أنّی بریءٌ ممّا تشرکون).

یشیر بذلک إلى أنّ الأصنام إذا کانت لها القدرة فاطلبوا منها هلاکی وموتی لمحاربتی لها علناً فعلام تسکت هذه الأصنام؟ وماذا تنتظر بی؟

ثمّ یضیف أنّه لیست الأصنام وحدها لا تقدر على شیء، فأنتم مع هذا العدد الهائل لا تقدرون على شیء، فإذا کنتم قادرین (فکیدونی جمیعاً ثمّ لا تُنظرون).

فأنا لا تردعنی کثرتکم ولا أعدها شیئاً، ولا أکترث بقوتکم وقدرتکم أبداً، وأنتم المتعطشون لدمی ولدیکم مختلف القدرات، إلاّ أننی واثق بقدرة فوق کل القدرات،(إنّی توکلت على الله ربّی وربّکم).

وهذا دلیل على أنّنی لا أقول إلاّ الحق والصدق، وأن قلبی مرتبط بعالم آخر، فلو فکرتم جیداً لکان هذا وحده معجزاً حیث ینهض إنسان مفرد وحید بوجه الخرافات والعقائد الفاسدة فی مجتمع قوی ومتعصب، لکنّه فی الوقت ذاته لا یشعر فی نفسه بالخوف منهم، ولا یستطیع الأعداء أن یقفوا بوجهه! ثمّ یضیف: لستم وحدکم فی قبضة الله، فإنّه (ما من دابة إلاّ هو آخذ بناصیته)، فما لم یأذن به الله، لا یستطیع أحد أن یفعل شیئاً.

ولکن اعلموا أیضاً أنّ ربّی القدیر لیس کالاشخاص المقتدرین الذین یستخدمون قدرتهم للهوی واللعب والأنانیة وفی غیر طریق الحق، بل هو الله الذی لا یفعل إلاّ الحکمة والعدل (إنّ ربّی على صراط مستقیم).

سورة هود / الآیة 53 ـ 57 بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma