التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 118 ـ 119 بحوث

فی الآیة الاُولى محل البحث إشارة إلى واحدة من سنن الخلق والوجود والتی تمثّل اللبنات التحتیّة لسائر المسائل المرتبطة بالإنسان... وهی مسألة الاختلاف والتفاوت فی بناء الإنسان روحاً وفکراً وجسماً وذوقاً وعشقاً، ومسألة حریة الإرادة والاختیار.

تقول الآیة (ولو شاء ربّک لجعل النّاس اُمّة واحدةً ولا یزالون مختلفین).

لئلا یتصور أحد من الناس أنّ تأکید الله وإصراره على طاعة أمره دلیل على عدم قدرته على أن یجعلهم فی سیر واحد ومنهج واحد.

نعم، لم یکن ـ أی مانع ـ أن یخلق جمیع الناس بحکم إلزامه وإجباره على شاکلة واحدة، ویجعلهم مؤمنین بالحق ومجبورین على قبول الإیمان به...

لکن مثل هذا الإیمان لا تکون فیه فائدة ولا فی مثل هذا الاتحاد... فالإیمان القسری الذی ینبع من هدف غیر إرادی لایکون علامة على شخصیة الفرد ولا وسیلة للتکامل، ولا یوجب الثواب کما هو الحال فی خلق النحل خلقاً یدفعها بحکم الغریزة إلى أن تجمع الرحیق من الأزهار... وخلق بعوضة الملاریا خلقاً یجعلها تستقر فی المستنقعات، ولا یمکن لأیّ منهما أن تتخلى عن طریقتها.

إلاّ أنّ قیمة الإنسان وامتیازه وأهم ما یتفاوت فیه عن سائر الموجودات هی هذه الموهبة، وهی حریة الإرادة والاختیار، وکذلک امتلاک الأذواق والأطباع والأفکار المتفاوتة التی یصنع کل واحد منها قسماً من المجتمع ویؤمّن بُعداً من أبعاده.

ومن طرف آخر فإنّ الاختلاف فی انتخاب العقیدة والمذهب أمر طبیعی مترتب على حریة الارادة ویکون سبباً لأن تقبل جماعة طریق الحق وتتبع جماعة اُخرى الباطل، إلاّ أن یتربى الناس تربیة سلیمة فی احضان الرحمة الإلهیّة ویتعلموا المعارف الحقة بالاستفادة من مواهب الله تعالى لهم... ففی هذه الحال، ومع جمیع ما لدیهم من اختلافات، ومع الإحتفاظ بالحریّة والاختیار، فإنّهم سیخطون خطوات فی طریق الحق وإن کانوا یتفاوتون فی هذا المسیر.

ولهذا یقول القرآن الکریم فی الآیة الاُخرى: (إلا من رحم ربُّک) ولکن هذه الرحمة الإلهیّة لیست خاصّة بجماعة معینة، فالجمیع یستطیعون «شریطة رغبتهم» أن یستفیدوا منها (ولذلک خلقهم).

الأشخاص الذین یریدون أن یستظلوا برحمة الله فإنّ الطریق مفتوح لهم... الرحمة التی أفاضها الله لجمیع عباده عن طریق تشخیص العقل وهدایة الأنبیاء.

ومتى ما استفادوا من هذه الرحمة والموهبة، فإنّ أبواب الجنّة والسعادة الدائمة تفتح بوجوههم، وإلاّ فلا: (وتمّت کلمة ربّک لأملأنّ جهنّم من الجِنّة والنّاس أجمعین).

سورة هود / الآیة 118 ـ 119 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma