بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
کفانا الکلام فأین ما تعدنا به؟! سورة هود / الآیة 36 ـ 39

«الإجرام» مأخوذ من مادة «جرم» على وزن «جهل» وکما أشرنا إلى ذلک ـ سابقاً ـ فإنّ معناه قطف الثمرة غیر الناضجة، ثمّ اُطلقت على کل ما یحدث من عمل سیء، وتطلق على من یحث الآخر على الذنب أنّه أجرم، وحیث إنّ الإنسان له إرتباط فی ذاته وفطرته مع العفاف والنقاء، فإنّ الإقدام على الذنوب یفصل هذا الإرتباط الإلهی منه.

احتمل بعض المفسّرین أنّ الآیة الأخیرة لیست ناظرة الى نبىّ الإسلام، بل ترتبط بنوح (علیه السلام) نفسه، لأنّ جمیع هذه الآیات تتحدث عن نوح (علیه السلام)، والآیات المقبلة تتحدث عنه أیضاً، فمن الأنسب أن تکون هذه الآیة فی نوح (علیه السلام)، والجملة الإعتراضیة خلاف الظاهر، ولکن مع ملاحظة مایلی:

أوّلا: إنّ شبیه هذا التعبیر وارد فی سورة الأحقاف الآیة 8 فی نبی الإسلام.

ثانیاً: جمیع ما جاء فی نوح (علیه السلام) فی هذه الآیات کان بصیغة الغائب، ولکن الآیة ـ محل البحث ـ جاءت بصیغة المخاطب، ومسألة الإلتفات ـ أی الإنتقال من ضمیر الغیبة إلى المخاطب ـ خلاف الظاهر، وإذا أردنا أن تکون الآیة فی نوح (علیه السلام) فإنّ جملة «یقولون» بصیغة المضارع، وجملة «قل» بصیغة الأمر، یحتاجان کلیهما إلى التقدیر!

ثالثاً: هناک حدیث فی تفسیر البرهان فی ذیل هذه الآیة عن الإمامین الصادقین الباقر والصادق (علیهما السلام) یبیّن أنّ الآیة المتقدمة نزلت فی کفار مکّة. (1)

من مجموع هذه الدلائل نرى أن الآیة تتعلق بنبىّ الإسلام، والتهم التی وجهت إلیه کان من قبل کفّار مکّة، وجوابه علیهم.

وینبغی ذکر هذه المسألة الدقیقة، وهی أنّ الجملة الإعتراضیة لیست کلاماً لا علاقة له بأصل القول، بل غالباً ما تأتی الجمل الإعتراضیة لتؤکّد بمحتواها مفاد الکلام وتؤیده، وإنّما ینقطع إرتباط الکلام أحیاناً لتخف على المخاطب رتابة الإیقاع ولیبعث الجدة واللطافة فی روح الکلام، وبالطبع فإنّ الجملة الإعتراضیة لایمکن أن تکون أجنبیة عن الکلام بتمام المعنى، وإلاّ فتکون على خلاف البلاغة والفصاحة، فی حین أنّنا نجد دائماً فی الکلمات البلیغة والفصیحة جملا إعتراضیة.

من الممکن أن یرد هذا الإشکال عند مطالعة الآیة الأخیرة، وهو قول النّبی (صلى الله علیه وآله) أو نوح (علیه السلام) للکفّار: إن یکن هذا الکلام افتراء فإثمه علی. ترى هل یعنی قبول مسؤولیة الإثم «الإفتراء» أنّ کلام الکفّار حقاً ومطابقاً للواقع، وعلى الناس أن یتابعوه ویطیعوه!؟

ولکن مع تدقیق النظر فی الآیات السابقة نحصل على جواب هذا الإشکال، وهو أنّ الأنبیاء فی الحقیقة أرادوا القول: إنّ کلامنا یقوم على الاستدلالات العقلیة، فعلى فرض المحال أنّنا لم نکن مبعوثین من قبل الله فإثم ذلک على أنفسنا، وهذا بغض النظر عن الاستدلالات العقلیة، ولکنّکم أیّها الکفّار ستبقون بمخالفتکم صرعى الإثم دائماً، الإثم المستمر والباقی (لاحظ کلمة تجرمون التی جاءت بصیغة المضارع والتی تدل على الاستمرار) «فتأمل جیداً».


1. تفسیر البرهان، ج 3، ص 215; تفسیر المیزان، ج 10، ص 220.
کفانا الکلام فأین ما تعدنا به؟! سورة هود / الآیة 36 ـ 39
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma