لا شکّ أنّ سفینة نوح لَم تکنْ سفینة عادیَّة ولم تنتهِ بسهولة مع وسائل ذلک الزمان وآلاته، إذْ کانت سفینة کبیرة تحمل بالإضافة إلى المؤمنین الصادقین زوجین اثنین من کل نوع من الحیوانات، وتحمل متاعاً وطعاماً کثیراً یکفی للمدّة التی یعیشها المؤمنون والحیوانات فی السفینة حال الطوفان، ومثل هذه السفینة بهذا الحجم وقدرة الاستیعاب لم یسبق لها مثیل فی ذلک الزمان، فهذه السفینة ستجری فی بحر بسعة العالم، وینبغی أن تمرَّ سالمةً عبر أمواج کالجبال فلا تتحطم بها.
لذلک تقول بعض روایات المفسّرین: إنّ طول السفینة کان ألفاً ومئتی ذراع، وعرضها کان ستمائة ذراع «کل ذراع یعادل نصف متر تقریباً». (1)
ونقرأ فی بعض الرّوایات أنّ النساء ابتلین قبل الطوفان بأربعین عامّاً بالعقم وعدم الإنجاب، وکان ذلک مقدمةً لعذابهم وعقابهم.