یعتقد کثیر من المفسّرین أنّ المقصود بالهدایة هو النجاة من العقاب الإلهی فی ذلک العالم، لأنّ هذا الحدیث قاله المستکبرون لأتباعهم حینما طلبوا منهم أن یغنوا عنهم قسماً من العذاب، فالسؤال والجواب متناسبان ویوحیان أنّ المقصود هو هدایتهم للنجاة من العذاب.
وقد استخدم القرآن هذه الکلمة «الهدایة» بخصوص الوصول إلى نعم الجنّة، کما یقول أهل الجنّة: (وقالوا الحمد لله الّذی هدانا لهذا وما کنّا لنهتدی لولا أن هدانا الله). (1)
وهناک احتمال أنّ «قادة الضلالة» حینما یرون أنفسهم أمام طلب أتباعهم، ولکی یتنصّلوا من الذنب ویلقوا باللائمة على الغیر ـ کما هی طریقة کلّ المستکبرین ـ یقولون بکلّ وقاحة: ماذا نعمل؟ فلو کان الله قد هدانا إلى الطریق الصحیح لهدیناکم إلیه! ومعناه أنّنا مجبورون على ذلک ولیست لنا إرادة حرّة.
وهذا هو منطق الشیطان بعینه، أو لیس هو القائل (فبما أغویتنی لأقعدنّ لهم صراطک المستقیم) (2) ؟ ولکن یجب أن یعلم المستکبرون أنّهم یتحمّلون مسؤولیة ذنوب أتباعهم شاؤوا أم أبوا، طبقاً لصریح القرآن والرّوایات ، لأنّهم المؤسّسون للانحراف والضلال دون أن ینقص أی شیء من عذاب أتباعهم.