قرأنا فی الآیات أعلاه أنّ النصر على الظالمین وإسکان الأرض للذین یخافون مقام ربّهم، فما هو المقصود من «المقام»؟ هناک عدّة احتمالات:
أ) المقصود هو مقام الربّ عند الحساب، کما ذکرت بعض الآیات الاُخرى (وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى...)، (1) (ولمن خاف مقام ربّه جنّتان) (2) .
ب) المقام بمعنى القیام أی المراقبة، ومعناه الشخص الذی یخاف من مراقبة الله له، ویحسّ بالمسؤولیة.
ج) والمقام بمعنى «القیام لإجراء العدالة وإحقاق الحقّ».
وعلى أیّة حال، فلا مانع أن تکون الآیة الشریفة متضمنّة لکلّ هذه المفاهیم، فالذین یرون مراقبة الله لهم، یخافون من حسابه وإجراء عدالته، خوفاً بنّاء یجعلهم یحسّون بمسؤولیاتهم فی کلّ عمل یقومون به، ویبعدهم عن الظلم والذنوب، فالغلبة وحکومة الأرض من نصیبهم.